تدق الساعة الثامنة والنصف صباحا ويدق جرس الباب أنها تي تي( أي الحمى ) فقد قدمت لزيارة كنتها وقضاء نهاية الأسبوع ( الويك أند ) بضيافة إبنها البار. ويا لطيف على ما سيحدث في هذا النهار بين الحمى وكنتها, وهل من أحد لا يتوقع ما قد يحصل بينهما من مد وجزر طوال النهار, ما رأيكم لو نلقي نظرة على ما سيحدث بينهما؟
الكنة: صباح الخير مرت عمو
الحمى: صباح الخير
الكنة: ( وفي حيرة من أمرها وتفكر: اليوم نهاية الأسبوع إن شاءالله جاية تقعد على قلبنا ؟!) كيفك مرت عمو؟ منيحة؟
الحمى: من الله منيحة بس,,, ( وسكتت )
الكنة: ( تبلع ريقها ) بس شو مرت عمو؟
الحمى: ( ومع تنهيدة عميقة ) أيه لاء ولا شي!
الكنة: كنت اليوم بدي روح زور الماما تعبانة شوي ( بدها تعرف حماتها باقية أو لاء)
الحمى: أيه روحي بقعد أنا مع الأولاد, وينهن ما شيفتهن؟
الكنة ( وليّ علينا يعني بدها تقعد كل النهار ومع بسمة صفراوية ) عم يلعبوا بغرفتهن
الحمى: طيب عيطيلهن لشوفهن شو أنا مش ستهن ( بصوت صارم )
الكنة: يا ولاد تعوا سلموا على تي تي ( وهي تصك على أسنانها )
الأولاد: أهلا تي تي
الجدة: شو أنا مش تي تي لطفية حتى تسلموا عليّ؟ ( وهي تنظر إلى كنتها نظرة مليئة بالغضب )
الكنة: شو قصدك مرت عمو؟
الحمى: قصدي واضح ما بحبوني متل تيتي لطفية
الكنة: شو هالحكي؟
الحمى: شو عم بحكي غلط؟ هيدا الواقع لو كانوا بيحبوني متلها لكانوا سلموا عليّ من أول ما جيت!
الكنة: ( بحالة من التوتر وتهز رجلها اليمين ) لاء مرت عمو بحبوكي متل تي تي لطفية
الحمى: ( وبدت تعصب ) ابني أية ساعة بيجي على البيت؟
الكنة: والله يا مرت عمو ما عندو وقت محدد
الحمى: كيف يعني ما عندو وقت محدد ماليوم الأحد.. وبعدين قبل شوي قلتي أنك كنت بدك تروحي لعند أمك
الكنة: أيه كنت بدي روح أنا لوحدي وآخد معي الأولاد
الحمى: شو يعني عم تقلعيني
الكنة: ( عصبت وبصوت مرتفع ) شو هالحكي يا مرت عمو كيف يعني عم قلعك؟!
الحمى: هيدا معنى كلامك ( بصوت مرتفع أكثر )
الكنة: أنا ما قصدت هيك ( والغضب على وجهها )
الحمى: أيه قصدتيها وليه عم تعلي صوتك أمامي, هيك ربوكي أهلك؟
الكنة: ما تغلطي بأهلي!
الحمى: قومي إعمليلي كفين يلا شو ناطرة؟ ما أنا بعرف من ساعة ما شفتيني وإنت منّك طايقتيني عطلت عليكي مشاريعك اليوم ( وباستهزاء ) الويك أند
الكنة: لا حول ولا قوة إلا بالله
الحمى: حبيبتي بدك تروحي قومي أنا هون ببيت إبني إنت الله معك
الكنة: شو عم إطفشيني من بيتي؟
الحمى: والله احترنا معك ( والجو مشحون بالتوتر الشديد ) هلء يس ليجي إبني أنا بفرجيكي عندو...
وارتفعت الأصوات بين الحمى وكنتها وهات على مد وجزر وعلى قصدتي وما قصدت وإنت قلتي هيك ولاء أنا ما قلت هيك, وكان الزوج قد وصل على البيت وشهد المعارك الدائرة بين أمه وزوجته حيث كان الغضب يتطاير كالشرارة من أعين الاثنتين ( الحمى والكنة ) وما استطاع أن يهدأ الموقف فيرضي من؟! أمه ستزعل زوجته ولن ينتهي الأمر على خير مع الزوجة! أو يرضي زوجته ستغضب عليه أمه ( وبالوالدين إحسانا ), واحتار في أمره ووقف عاجزا أمام هذا المشهد الذي يتكرر كثيرا ومرارا بين آلاف الحموات والكنّات, حيث نراهن يتشاجرن وعلى أبسط الأمور فلا الحمى تحمل كلمة لزوجة إبنها ولا الكنة تطيق حماتها وكلامها على قلبها ثقيل. برأيكم لماذا؟ لماذا ومنذ أقدم العصور والموقف عينه يحدث بين الحمى والكنة؟ هل أصبحت هذه من العادات والتقاليد؟ هل الحمى مرّ ؟ ولما هذه النظرة هذه حمى وتلك كنة؟ ألا الحمى هي مثل الأم؟ وألا الكنّة هي مثل الابنة؟ أليست هذه الحمى هي بدورها أيضا كانت يوما من الأيام كنّة؟ وأليست هذه الكنّة ستصبح يوما من الأيام حمى؟ إذا لماذا؟ لماذا حماتي قنبلة ذرية؟؟؟