في دروب العمر نلتقي بأناس يُخيّل إلينا من جمالهم
أنهمـ لا ينتمون لبني البشر !!
هكذا وضعهم نُبلهم أمامنا !!
أناس يضفون على حياتنا نكهة الفرح
ويضيئون في طرقات قلوبنا قناديل حُبّ
قد مُنِحوا أرواحاً شفّافة فمَنَحوا حبّاً دفاقاً
أناس مختلفون بكلّ المقاييس
تهبُّ علينا نسائم ودهم فيستحيل فينا الحزن فرحاً
والألـم أمـــلاً ... والكآبة انشراحاً
يُحيون فينا حُبّ الأمل ... وعشق الحياة
وينبتُ على يديهم كل معنىً جميل
يزيدون فينا مساحات الحُبّ والرضا والتفاؤل
وتتقلّص بفضلهـ مساحات الحزن ... والمواجع
يُحيلون بور القلب بستان
وبيداء الروح جنّة
أناس تتلوّن معهم أيامنا بلون الفرح ... والجمال
والعذوبة المستعذبة
نتعلّم على يديهـ أبجديات الحُبّ ... والعطاء
والقيمـ النبيلة... الجميلة
أحببناهم بمنتهى الصدق
وليس بمقدورنا سوى أن نحبهم لأنهم
للحُبّ أهل...
أحببناهم ... لجمالهم ... لُنبلهم
لسموّ أخلاقهم ... وطيب معدنهم
عندما تمرّ في الذاكرة أطيافهم
وبقايا حديثهم وذكرياتهم يسري في القلب شعورٌ بالأنس
والراحة والسكينة ذلك لأنهم معنا ... وبقربنا
وفي كل مرة ينعم القلب بنشوة الإحساس هذه
يتعاظم فينا الشعور بمرارة فقدهم يوماً ما
وندعو الله بكل صدق ... وبكل عمق
ألا يحرمنا هم... وقلوبهم
لا لشئ سوى
لأنهم في الحياة ... حياة
***
بيد أن هناك النقيض تماماً
أناس يقتلوننا ببطء
يقضون على ما تبقى فينا من جمال!!!
أناس وضعتهمـ الظروف.... والمواقف أمامنا
فليس هناك بدُّ من التعامل معهم
حسبما تقتضيه الحياة ... أو الموقف الذي جمعنا بهم
نقاد لكنهم أوغاد
يُخيّل إليك أنهم قد قصدوك بسهامهم
وأن أغلى مراميهم أن ينظروا إليك وقلبك ينزف
منظرٌ مُمتع لهم بلا شك
على يديهم ... تذبل وردة الروح
وتصرخ بالقلب آهاتٌ ... وتُنكأ فيه جروح
لو كانت الأماني تدلّ طريقها إلى التحقق والحصول
لتمنيّنا لوجودهم في خارطة حياتنا أن يزول
مكرهةٌ قلوبنا ...لا بطلة !!!
وهي تقتسم معهم رغيف الحياة والتعامل
هكذا الحياة تسير !!!
الناسُ ... أجناس
بعضهم بالنسبة لنا
ألفُ باء ...الحياة
والبعضُ الآخر هم
وباء الحياة
أكاد أجزم أننا جميعاً أمام هذين الصنفين نقف
ومعهما نتعامل... والحياة معهما أيضاً تتواصل
لكن !!
أيُّ صنفٍ ترجح كفته في ميزان الحياة لدينا ؟؟؟
هل هو الورد أم الشوك ؟؟
الأمل ... أم الألمـ ؟؟
الحياةُ ... أم اللاحياة ؟؟