[center]قالت : لماذا اخترت الصمت ..ولم يعد حرفك يكتبني ..هل تنكرت حبي ؟
فقلت :
البدايات نكتبها والنهايات تكتبنا ..
كان لقاؤنا لحظة سرقناها من عمر الزمن .. فجاء كسحابة أمطرت في يوم حار على أرض أنهكها العطش ..
كنتِ أنتِ وكنتُ أنا ..
نعم أحبك ..رغم الوقت الذي يرفض أن ألقاك ..
أحبك رغم الصمت الذي يكسو الحرف ,والضجر الذي يملأ القلب .
نعم أحبك ..وفيك كتبت أجمل الكلمات ..ومنحتك عطر الذكريات ..
نعم أحبك ومعك بدأت رحلة أشواق لم تنته بعد ..
وما يدريك ربما كنت إنسانا قابل الشوقَ بالصمتِ وفي داخله كل الأصوات والأنغام والعويل..
حين التقيتك غنَّى كلُ شيءٍ وغرقتُ في بحرِ الحب ..عندها نسيتُ أن الحبَّ يولدُ مخنوقاً في زمن اللا حب ..
ويعيش مشوها ويموت بحزام ناسف ..
والفرح والحزن ,الانتصارات والهزائم ’الآمال والخيبات نحن لا نختارها بل هي تختارنا وتعشش فينا
وأنا غريب -يا أنتِ- أصادق غرباء مثلي ..مشتت في وطن يسلب أبناءه كل شيء ويمنحهم بطاقة اللاشيء
وطن قلَب لنا الأدوار فغدت الأشياء معه تبدأ كما تنتهي ..
لا وقت يرجع كي نعود وتثرثر حروفنا , وتعطينا وعداً كاذباً أنَّا انتصرنا على عراقيل البين وأنا سنلتقي .
وعود مهشمة ووجوه متعبة .. فكيف يجد الحب مكانه ؟
كيف أختبر الاخلاص ..وأذوق متعة الوفاء بعد جوع إليه؟ ..كيف أُربي حباً وسط ألغام الكراهية ..؟
اعذريني يا أنتِ.. فقد تعلمت ..كيف أشد حبال اللغة صمتا ..
وأجعل الصمت حالةً لغوية أعيشها بمتعة كما عشت متعة البوح ..وأدير ظهري عن حرفي مهزوماً ..
وأحتاج وقتا لأخفي باللغة جرحي ..
كل يومٍ يولدُ حزنٌ جديد لتسكنني قبيلةٌ من الأحزان ..
فما ذنب ابتسامتك العذبة أن يغتالها حزني .. وأنتِ مسكونة بالأمل تشتهيك الأحلام ..
تغرد حولك الأطيار , وتعكس النجوم في عينك روح الحياة ..
دعيني ..وامتطي خيول الشوق ..لرحلة بلا نهاية ..
النهايات لا نكتبها نحن ..إنها تختار وقتها وتتدثر بالصمت
لا تقولي كنا وكنا .. ولكن قولي كيف انتهينا [/center]