الخميس، 8 يناير 2009 - 18:47
خلال السنوات الخمس الأخيرة وقبل مباريات القمة كان الجميع يتوقع أن يحقق الأهلي فوزا سهلا على الزمالك وكان السؤال المطروح دائما هو بكم هدف سيفوز الأهلي، أما مباراة القمة المقبلة فالوضع أصبح مختلفا.
فخلال السنوات الخمسة الأخيرة الأمور كانت محسومة كثيرا لصالح الأهلي بسبب القوة الفنية للفريق وجهازه الفني مقابل التراجع الكبير في المستوى الذي أصاب الفريق الأبيض في الفترة الماضية، وأتوقع أن المباراة المقبلة ستشهد مزيد من الاثارة والندية ليس بسبب ارتفاع مستوى الزمالك لأنه مازال سيئا كما هو، ولكن بسبب تذبذب مستوى الأهلي مؤخرا من مباراة لأخرى وظهوره بمستوى متواضع حتى في المباريات التي فاز فيها، وذلك يجعل المباراة تقبل كل الاحتمالات الممكنة بما فيها فوز الزمالك.
فالأهلي خلال الشهرين الماضيين وتحديدا منذ منتصف نوفمبر لم يكن هو الأهلي الذي نعرفه طوال السنوات الخمسة الأخيرة، وتعرض الأهلي للعديد من الهزائم غير المتوقعة، وحتى في المباريات التي فاز فيها لم يكن أداؤه مقنعا وفاز بصعوبة وبالخبرة فقط.
فباستثناء مباراتي الكروم والترسانة ، وهي فرق متواضعة المستوى أحدهما يلعب في دوري الدرجة الثانية والأخر يحتل المركز الأخير في الدوري وفي طريقه للدرجة الثانية، قدم الأهلي اداءا باهتا في مبارياته الثماني الأخرى، وخسر في أربع مباريات منها بما يعادل نصف المباريات، وتعادل مرة واحدة، وفاز في ثلاث مباريات بصعوبة وبفارق هدف واحد.
الأهلي تلقى هزيمتين متتاليتين في كأس العالم للأندية، وخسر من باتشوكا المكسيكي بأربعة أهداف رغم تقدم الأهلي بهدفين نظيفين في الشوط الأول وهي واقعة لم تحدث من قبل في تاريخ الأهلي، ثم عاد الأهلي ليخسر من أدليد الاسترالي المتواضع والضعيف ليحتل الأهلي المركز السادس والأخير في البطولة.
كما تلقى الأهلي هزيمة مفاجئة من اتحاد الشرطة الصاعد حديثا للدوري هذا الموسم، وأخيرا خسر من حرس الحدود ليودع بطولة كأس مصر ويفقد بطولة جديدة، وهي الخسارة الأولى للأهلي من فريق حرس الحدود طوال تاريخه، حيث جمع بين الفريقين 15 مباراة من قبل طوال التاريخ فاز الأهلي في 14 مباراة منها وتعادلا مرة واحدة فقط وهو موقف مشابه لتاريخ لقاءات القمة في الفترة الأخيرة حيث التقي الأهلي والزمالك 15 مرة فاز الأهلي في 12 مباراة منها وتعادلا مرتين وفاز الزمالك مرة واحدة فقط لعبها الأهلي بالبدلاء.
وبخلاف الهزائم الأربعة تعادل الأهلي مع إنبي بنتيجة 3-3 رغم أن الأهلي كان متقدما 3-1 حتى ما قبل نهاية اللقاء بسبع دقائق فقط وهي أيضا واقعة لم تحدث كثيرا في تاريخ الأهلي.
أما الانتصارات الثلاثة الأخرى والتي حققها الأهلي فلم تكن مقنعة وتحققت بصعوبة وكانت على المصرية للاتصالات بنتيجة 3-2 بهدف سجله أحمد حسن في الوقت بدل الضائع، كما فاز الأهلي على غزل المحلة بهدف نظيف سجله محمد بركات في الدقيقة 94، وأخيرا فاز على الاسماعيلي بهدف نظيف سجله بركات نتيجة خطأ قاتل من الغيني جونسون لاعب الاسماعيلي.
وبخلاف النتائج المتواضعة للأهلي وتراجع مستوى الفريق فإن اهتزاز خط دفاعه في الفترة الأخيرة وتذبذب مستوى حارس مرماه أمير عبد الحميد أصبح يشكل قلقا للجماهير الحمراء ويجعلهم ينتظرون أن تهتز شباكهم في أي وقت وهو أمر لم يكن يحدث سابقا حيث كان هز شباك الأهلي يعد هدفا بعيد المنال، وكان البعض ينتظر خمس أو ست مباريات متتالية حتى يرى شباك الأهلي تهتز.
وبالاضافة لاهتزاز خط دفاع الأهلي وحارس مرماه فإن تراجع مستوى محمد أبو تريكة في الفترة الأخيرة وابتعاد الأنجولي فلافيو أمادو عن هز الشباك بكثافة مثلما كان من قبل جعل الفريق الأحمر يجد صعوبة في الوصول لمرمى المنافسين وبات الأمل الوحيد للجماهير الحمراء هو الزئبقي محمد بركات الذي يعد اللاعب الوحيد في الفريق الذي يؤدي بصورة جيدة خلال المباريات الأخيرة.
| | |
الفريق الأحمر يعاني بسبب تراجع مستوى محمد أبو تريكة |
| | |
|
اذا انتقلنا للجانب الأخر وهو الجانب الأبيض، فبالرغم من أن الزمالك مستواه مازال سيئا ويعد هو الأسوأ قياسا بمستوى الأهلي، الا أن هناك بعض العوامل التي تصب في صالح الفريق الأبيض وقد تجعله يحقق الفوز في اللقاء المقبل.
فلاعبو الزمالك على الأقل يدخلون اللقاء وهم الأهدأ نفسيا وعصبيا خاصة وأنهم بعيدين تماما عن المنافسة على درع الدوري بعكس الأهلي الذي يسعى بقوة للتتويج بالبطولة عقب خروجه من الكأس، كما أن نتائج الزمالك السلبية أمام الأهلي في الفترة الأخيرة لن تسبب أزمة للاعبي الفريق الأبيض في حال تلقيهم لهزيمة جديدة، ولكن الفوز سيمثل لهم بداية الصحوة والخروج من الكبوة، لذلك فإن لاعبي الزمالك لا يوجد لديهم شيئا يخسروه أو يصلح للبكاء عليه.
بالإضافة لما سبق فإن تواجد المدرب السويسري ميشيل دي كاستال الذي سيتولى تدريب الزمالك في ملعب المباراة لمتابعة اللقاء سيحفز لاعبي الزمالك لتقديم أفضل ما لديهم لإثبات ذاتهم أمام المدرب الجديد والظهور أمامه بشكل جيد.
كما أن غياب وائل جمعة عن لقاء القمة سيصب كثيرا في صالح الزمالك حيث يعد جمعة هو الأفضل بين لاعبي خط الدفاع الأحمر وسيؤثر غيابه بالسلب على الفريق خاص أن بديله سيكون واحدا من الثنائي رامي عادل ومحمد سمير وهما من قليلي المشاركة مع الأهلي ولا يمتلكان خبرة مباريات القمة.
ولن يكون جمعة هو الغائب الوحيد ولكن حسين ياسر من المتوقع أيضا أن يغيب عن اللقاء عقب اصابته مؤخرا مع منتخب قطر في خليجي 19 وهو ما يصعب مشاركته في اللقاء رغم أنني علمت من داخل الفريق أن جوزيه كان ينوي الدفع بياسر ليكون هو مفاجأة اللقاء التي تحدث عنها من قبل خاصة بعد تألقه وظهوره بمستوى رائع مع منتخب قطر في بطولة خليجي 19 وهو ما جعل جوزيه يصر على عودته قبل لقاء القمة وعدم السماح له بخوض لقاء اليمن الأخير في المجموعة.
لاعبو الزمالك أيضا سيكتسبوا بعض الثقة من الهزائم التي تعرض لها الأهلي مؤخرا بعدما علموا ورأوا بأعينهم أن الأهلي ليس فريقا عملاقا لا يقهر ولكنه فريق قابل للهزيمة وخسر من فرق عادية مثل حرس الحدود واتحاد الشرطة وأدليد الاسترالي ويجب أن يعلموا أن الزمالك ليس أقل من هذه الفرق وقادر على الفوز على الأهلي.
نقطتين أخيرتين:
- لأول مرة سأعلن عن أمنياتي في لقاء القمة، حيث أتمنى أن يفوز الزمالك في لقاء الأحد حتى تشتعل المنافسة على اللقب مجددا ويدخل الاسماعيلي وبتروجيت في المنافسة بقوة ويقترب الزمالك قليلا ولو من بعيد بدلا من انفراد الأهلي بالصدارة وبفارق كبير وحسم البطولة مبكرا.
- [size=9]توقعت في المقالة السابقة بأحداث عام 2009 وكان من ضمنها خروج الأهلي من بطولة كأس مصر وتتويج أحد فرق الشركات أو القوات المسلحة بكأس البطولة وجاء خروج الأهلي من البطولة أسرع مما تخيلت، وفي انتظار تحقق باقي التوقعات خلال العام الجاري.
شارك برأيك في توقع أحداث مباراة القمة وتوقع الفريق الفائز باللقاء. [/size]