إليكِ هذه المختارات
الموهبة و الهواية
تقول د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع:
إن الموهبة
قدرة متميزة في كثير منها وذاتية, ولكنها تتميز بالخصوصية, والموهبة تختلف عن الهواية,
فالموهبة
توجد لدي الفرد منذ نشأته لكنها تتبلور عن طريق التدريب والتزود بالمعرفة,
أما الهواية
فنستطيع أن نكتسبها ونخلقها داخل نفوس الأطفال ولكن لابد أن نراعي أن تتقارب وتتناسب مع امكانيات الطفل ورغباته وتلعب الموهبة والهواية دورًا إيجابيًا في حياة الإنسان فهي تساعده علي تحقيق ذاته, أما الإنسان غير الموهوب فيحدث له نوع من الانعزالية فليس له مجال حتي أن مشاكل الحياة تمثل عبئًا عليه,
أما الموهبة
فهي طريقه للتنفيس عن الذات ولذا يبدع صاحبها.
ويختلف ظهور الموهبة وفقًا لنوعها فبعض المواهب تظهر مبكرًا مثل الرسم - وبعضها متأخر مثل الكتابة المفروض أن الطفل الموهوب تتباه المدرسة لأنه رغم دور الأسرة الرئيسي إلا أنه من الجائز أن تكون الأسرة محدودة في تفكيرها ووعيها, لا يصل إلي اكتشاف مواهب أطفالها وهذا ما نجده كثيرًا في الأسر الفقيرة أو اسر الريف فمعني أن الإنسان يعيش بدون موهبة يشعر بفراغ كبير يفرغه في أشياء سلبية كثيرة منها الجلوس أمام التلفزيون.
ويضيف نشأت المصري كاتب أطفال أن كثيرًا من الأطفال يمنحهم الله مواهب خاصة, والمشكلة في الدول النامية هو كيفية اكتشافها وتنميتها ويقع هذا العبء علي الأسرة والمدرسة في المراحل الأولي والأسرة تمضي علي الطريق المألوف ولا تبحث عن قدرتهم الخاصة لذا يتحول الأطفال إلي أنماط متكررة, لذا يجب علي الأسرة مراقبة ميول الطفل منذ الصغر وتشجيع النقاط التي يتألق فيها والتي تظهر فيها خصوصية معينة, بغض النظر عن مكانة هذه الخصوصية في المجتمع - وأن يحترم طفله حتي إذا ابدي أفكارا ساذجة لأن السخرية تقتل الأشياء الجميلة, لأن اصحاب المواهب عادة يبدون تصرفات ساذجة حيث تبدو في شكل تجريبي فيجب أن تعطيه فرصة طالما أنها ليست ضد المجتمع والأخلاق.
يؤكد المصري أنه لابد من الاشارة إلي أن المواهبة بدون مجهود وتركيز لا تعطي تميزا فإذا افترضنا أن أما من شخصاين صاحب موهبه وآخر صاحب قدرة وسارا في نفس الطريق ولكن صاحب الموهبة لم يبذل مجهودًا وصاحب القدرة قد بذل مجهودا فالتفوق والتميز هنا يكون لصاحب القدرة, لهذا يقول أديسون صاحب الألف اختراع.. إن العبقرية 99% منها مجهود و 1% موهبه وهذا يعني أن وصاحب الموهبة إذا تكاسل فلم يظهر نبوغه, صاحب القدرة يمكن أن يعوض ذلك المثابرة والنجاح.
أما بالنسبة للظروف, فالظروف السيئة تشبه الرياح المعا**ة التي تواجه إنسانًا, فالموهبة لكي تظهر وتنمو تحتاج إلي وقت ومناخ نفسي ملائم فالظروف تؤثر علي موهبة الفرد لكن هناك استثناءات فقد وجدنا أن الشاعر الفرنسي «ارثر ردامبو» ظهرت لديه موهبة في ظل ظروف الفقر وعدم وجود تعليم ونموذج طه حسين يؤكد ذلك أيضًا والمجتمع لابد أن يساعد علي ظهور الموهبة حيث كان هناك أديب عالمي بدأ يكتب في سن الأربعين» وحقق شهرة عالمية, حيث كانت كافية وجاءت الفرصة لظهور الموهبة فإذا لم تظهر فالجميع هو الخاسر.
إذا قال لك طفلك إنه موهوب لا تضحك أما إذا زاد علي ذلك فقال إنني مخترع فأمسك نفسك ولا تهزأ به بل تجاوب معه واحترم مايقول فقد يأتي اليوم الذي يصبح فيه طفلك عالم ذرة أو مخترعا لآلة, وإن كان هذا سيتوقف علي مدي تشجيعك له ماديًا ومعنويًا.
مدحت رمضان 11 سنة أحد المخترعين الصغار يقول: اخترعت أشياء كثيرة أهمها طفاية حريق أوتوماتيك وقطار يتحرك بالكهرباء, وقد قمت بملء استمارة للحصول علي براءة اختراع طفاية الحريق.
وأعمل أشياء كثيرة باستخدام المواد والادوات التي أمامي حيث اجمع أي حاجات م**رة - عربات مثلاً ثم اعيد تركيبها من جديد, افكر دائمًا ولا ألعب مع الأطفال كثيرًا واسمع برامج كثيرة في التلفزيون مثل برامج مصطفي محمود والطرائف , وأقرأ بعض الكتب المبسطة في العلوم ونفسي أكون دكتورًا أو مهندس ميكانيكًا.
مخترع آخر من علماء المستقبل أحمد محمد حسيب (12 سنة) يقول: أحب العلوم والمادة العلمية ودائمًا اسآل عن أي شيء آراه, افتح الأجهزة الكهربائية, بدأت أقوم بعمل أشياء من سنة رابعة فقد قمت بعمل مركب , صممت جهاز انذار حريق, أسانسير, غسالة, جهاز قياس قوة الأعصاب, حصلت علي شهادتي تقدير.
أحب أن أقرأ في كتب التاريخ والجغرافيا, أشاهد افلام الخيال العلمي والأفلام الاجنبية وأشاهد برنامج العلم والإيمان أمنيتي أن أكون «مهندس ميكانيكًا» في الطيران.
(منقول للفائده)