بسم الله الرحمن الرحيم
الزمان : الثاني عشر من ربيع الاول عام الفيل
المكان : بطحاء مكة المكرمة
الحدث : مولد نور وهدى وحضاره, ومولد أمة يصادف هذا اليوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الاول ذكرى مرور الف واربعماية وخمسة وثمانون عاما على مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي ذكرى ومناسبة عظيمة وعزيزة على قلب كل مسلم اذ ان هذه المناسبة تعني للمسلمين وتذكرهم بمولد ومقدم النور والهدى وزوال الظلام والضلال وتذكرهم بعظمة المولود الذي اصطفاه الله عز وجل ليكون حاملا لهذا النور الى البشرية كافة وبهذه المناسبة جال في خاطري الاشارات التالية :
اولا : ان الله عز وجل قبل مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبزمن طويل هيأ من الاسباب والظروف ما يجعل سيدنا محمد عليه السلام مؤهلا لمهمة الرسالة التي غيرت وجه التاريخ وكانت بمثابة مولد حضارة عظيمة للبشرية كافة حيث اغنت هذه الحضارة البشرية بمختلف جوانب الحياة وجعلت من ابقاع هذه الرسالة قادة وعظماء بمختلف المجالات بذلك فقد اختار الله عز وجل سيدنا محمد عليه السلام من ارفع بيوت العرب نسبا سواء من جهة الاب او من جهة الام وتفصيل ذلك لا يخفى على احد فهو صلى الله عليه وسلم كما قال عن نفسه (خيار من خيار من خيار).
ثانيا : كان العرب قبل ولادته وعند ولادته صلى الله عليه وسلم غارقين في الجهل والظلام وما يتبع ذلك من شرك بالله وظلم وبطش ومعاصي كثيرة مع الاشارة الى وجود بعض العادات الحسنة وكذلك كانت دولة فارس ودولة الروم تمثلان وجها آخر للضلال والتيه والبطش والاستبداد لذلك لا عجب ان تحصل يوم مولده صلى الله عليه وسلم بعض الخوارق فها هي امة آمنة بنت وهب تقول انها حين حملت به رأت انه خرج منها نور رأت به قصور بصرى من ارض الشام ويوم مولده الشريف اهتز عرش كسرى وعرش النجاشي ووقعت بعض شرفات ايوان كسرى وانطفأت نار المجوس وهذه كلها اشارات واضحة بان النور قادم وان عصور الضلال والظلام الى زوال .
ثالثا: ان الذين لديهم علم من اهل الكتاب من يهود او نصارى يعرفون ان مولده عليه السلام قد حان لذلك كانوا ينتظرون هذا الحدث العظيم وهم يعرفون تماما ان مولده يعني مولد أمّة وحضارة ونور وهدى للبشرية كافة ومولده عليه السلام يعني افول نجمهم لذلك ومنذ ولادته صلى الله عليه وسلم بدأت المحاولات للنيل منه والتخلص منه والقارئ العزيز لديه تفاصيل حول ذلك ولكن كل المحاولات فشلت فهيهات هيهات امر الله ماض والله متم نوره ولو كره الكافرون .
رابعا : من حق كل عربي ان يفتخر بهذا التشريف الرباني لهذه الامة العربية بان خصها وشرّفها وجعل منها خاتم الانبياء والمرسلين للناس كافة ولكن هذا الفخر يحمّل كل عربي مسلم مسؤولية حمل ما حمله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نشر هذا النور الى الناس كافة على طريقته صلى الله عليه وسلم باللين والحكمة والموعظة الحسنة وكذلك علينا التأسي والاقتداء وتطبيق سنته صلى الله عليه وسلم وهذا اقل ما يمكن فعله للتعبير عن محبتنا لصاحب الذكرى وهكذا يجب ان يكون احتفالنا بهذه المناسبة العظيمة خاصة في هذا الوقت الذي نشهد فيه حملات ظالمة حاقدة من هنا وهناك للنيل من صاحب الذكرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتشويه صورته .
خامسا : ان عزة الامة العربية هي فقط بالاسلام وما كانت هذه الامة عزيزة يوما ما الا بالاسلام وما ذلها وهوانها اليوم الا لابتعادها عن الاسلام ولن تعود لها عزتها ومكانتها اللائقة الا بالاسلام .
وختاما : صلى الله عليك وسلم يا صاحب الذكرى وعلى آلك وصحبك الكرام ومن اتبعك الى يوم الدين ونشهد ان بلغت الرسالة واديت الامانة ونصحت الامة وتركتها على المحجة البيضاء فجزاك الله خير الجزاء.