قصيدة الاعشى واحده من اجمل قصائد العرب :
ودع هريرة إن الركب مرتحل *** وهل تطيق وداعا أيها الرجل
غراء فرعاء مصقول عوارضها *** تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها *** مر السحابة لا ريث ولا عجل
تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت *** كما استعان بريح عشرق زجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها *** ولا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها لولا تشددها *** إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
إذا تعالج قرنا ساعة فترت *** واهتز منها ذنوب المتن والكفل
ملء الوشاح وصفر الدرع بهكنة *** إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا *** جهلا بأم خليد حبل من تصل
أأن رأت رجلا أعشى أضر به *** ريب المنون ودهر مفند خبل
نعم الضجيع غداة البين يصرعها *** للذة المرء لا جاف ولا تفل
هركولة فنق درم مرافقها *** كأن أخمصها بالشوك منتعل
إذا تقوم يضوع المسك أصورة *** والزنبق الورد من أردانها شمل
ما روضة من رياض الحزن معشبة *** خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق *** مؤزر بعميم النبت مكتهل
يوما بأطيب منها نشر رائحة *** ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
علقتها عرضا وعلقت رجلا *** غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
وعلقته فتاة ما يحاولها *** من أهلها ميت يهذي بها وهل
وعلقتني أخيرى ما تلائمني *** فاجتمع الحب حبا كله تبل
فكلنا مغرم يهذي بصاحبه *** ناء ودان ومحبول ومحتبل
قالت هريرة لما جئت زائرها *** ويلي عليك وويلي منك يا رجل
يا من يرى عارضا قد بت أرقبه *** كأنما البرق في حافاته الشعل
له رداف وجوز مفأم عمل *** منطق بسجال الماء متصل
لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه *** ولا اللذاذة من كأس ولا الكسل
فقلت للشرب في درنى وقد ثملوا: *** شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
برقا يضيء على الأجزاع مسقطه *** وبالخبية منه عارض هطل
قالوا نمار فبطن الخال جادهما *** فالعسجدية فالأبلاء فالرجل
فالسفح يجري فخنزير فبرقته *** حتى تدافع منه الربو فالجبل
حتى تحمل منه الماء تكلفة *** روض القطا فكثيب الغينة السهل
يسقي ديارا لها قد أصبحت عزبا *** زورا تجانف عنها القود والرسل
وبلدة مثل ظهر الترس موحشة *** للجن بالليل في حافاتها زجل
لا يتنمى لها بالقيظ يركبها *** إلا الذين لهم فيما أتوا مهل
جاوزتها بطليح جسرة سرح *** في مرفقيها إذا استعرضتها فتل
إما ترينا حفاة لا نعال لنا *** إنا كذلك ما نحفى وننتعل
فقد أخالس رب البيت غفلته *** وقد يحاذر مني ثم ما يئل
وقد أقود الصبا يوما فيتبعني *** وقد يصاحبني ذوالشرة الغزل
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني *** شاو مشل شلول شلشل شول
في فتية كسيوف الهند قد علموا *** أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل
نازعتهم قضب الريحان متكئا *** وقهوة مزة راووقها خضل
لا يستفيقون منها وهي راهنة *** إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
يسعى بها ذو زجاجات له نطف *** مقلص أسفل السربال معتمل
ومستجيب تخال الصنج يسمعه *** إذا ترجع فيه القينة الفضل
من كل ذلك يوم قد لهوت به *** وفي التجارب طول اللهو والغزل
والساحبات ذيول الخز آونة *** والرافلات على أعجازها العجل
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة *** أبا ثبيت أما تنفك تأتكل
ألست منتهيا عن نحت أثلتنا *** ولست ضائرها ما أطت الإبل
تغري بنا رهط مسعود وإخوته *** عند اللقاء فتردي ثم تعتزل
لأعرفنك إن جد النفير بنا *** وشبت الحرب بالطواف واحتملوا
كناطح صخرة يوما ليفلقها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
لأعرفنك إن جدت عداوتنا *** والتمس النصر منكم عوض تحتمل
تلزم أرماح ذي الجدين سورتنا *** عند اللقاء فترديهم وتعتزل
لا تقعدن وقد أكلتها حطبا *** تعوذ من شرها يوما وتبتهل
قد كان في أهل كهف إن هم قعدوا *** والجاشرية من يسعى وينتضل
سائل بني أسد عنا فقد علموا *** أن سوف يأتيك من أنبائنا شكل
واسأل قشيرا وعبد الله كلهم *** واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
إنا نقاتلهم حتى نقتلهم *** عند اللقاء وهم جاروا وهم جهلوا
كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم *** إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
حتى يظل عميد القوم متكئا *** يدفع بالراح عنه نسوة عجل
أصابه هندواني فأقصده *** أو ذابل من رماح الخط معتدل
قد نخضب العير في مكنون فائله *** وقد يشيط على أرماحنا البطل
هل تنتهون ولا ينهى ذوي شطط *** كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
إني لعمر الذي خطت مناسمها *** يخدي وسيق إليه الباقر الغيل
لئن قتلتم عميدا لم يكن صددا *** لنقتلن مثله منكم فنمتثل
لئن منيت بنا عن غب معركة *** لم تلفنا من دماء القوم ننتفل
نحن الفوارس يوم العين ضاحية *** جنبي فطيمة لا ميل ولا عزل
قالوا الركوب فقلنا تلك عادتنا *** أو تنزلون فإنا معشر نزل
شاكره لكم __________________
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!