تعد الحياة الزوجية من اسمى واقدس الروابط الانسانية التي ذكرها الله تعالى في ايات متعددة من القران الكريم ، وتنشأ هذه الرابطة نتيجة الرغبة الانسانية التي اودعها الله تعالى بالبشر للتكاثر والاستقرار المجتمعي ، ولما لها من اثار ايجابية في تقوية المجتمع وتمتينه وزيادة التماسك وتقوية عفته ومنع الانسانية من الوقوع في الخطأ والرذيلة ، وبالرغم من تميز العلاقة الزوجية بميزة خاصة ، الا ان هناك بعض الشوائب التي قد تعتري مسيرة هذه العلاقة ، ما ينتج عنها مشاحنات ومشاكل مختلفة مثل الغيرة والعنف والبخل والكذب. خالدية عواد ، ربة بيت ، تقول :ان العنف فيروس مدمر للحياة الزوجية ، فلا يحق لأحد الزوجين ممارسة العنف على الطرف الاخر وتحت اي ظرف كان ، اما الكذب فيولد عدم الثقة والشك بين الزوجين ، مما يؤدي الى صعوبة استمرار الحياة الزوجية ، فاذا سجلت حالة كذب من قبل احد الزوجين ، فهذه الحادثة كفيلة بان تجعل نار الشك تحول الحياة الزوجية الى دمار ، في حين ان البخل على الاغلب يتصف به الرجل ، لانه هو المنفق في اغلب الاسر فهذا المرض مدمر وقاتل للحياة الزوجية ، لأن الزوجة تحب الرجل الكريم الذي يفاجئها بين الحين والآخر بهدية جميلة على سبيل المثال ، اما الغيرة فهي سرطان الحياة الزوجية الذي لاشفاء منه ، وهي قاتلة سواء اتصف بها الرجل او المرأة ، فهي تولد الشك القاتل وعدم الاستقرار العاطفي بين الزوجين.
اما المعلمة سحر فترى ان هذه الفيروسات تفقد الثقة بين الطرفين ، وتتفاوت الزوجات في تقبل مثل هذه الامور ، وهذا يرجع الى طبيعة المرأة ، وقوة تحملها والى طبيعة ظروف حياتها ، وتربيتها مع اهلها وسعة صدرها.
نبيلة العمري متزوجة وربة بيت ، قالت: ان الحياة الزوجية تقوم على اساس التفاهم والمودة بين الطرفين ، الا انها لا تنكر احتمالية وجود بعض المنغصات التي قد تسهم في التاثير سلبا على الزوجين ، حيث تنظر الى موضوع الغيرة احيانا بأنه من القضايا المهمة ، التي يجب على الزوجين الانتباه لها وادراك خطورتها على حياتهما الزوجية حيث يحاول كل من الزوجين متابعة الآخر والتصيد له في بعض الامور.
واضافت المرأة الغيورة غير الواثقة بنفسها تعاني من عقدة النقص ، وهذه المرأة قد تجني ثماراً غير مرضية تماماً جراء غيرتها ، حيث تلفت انتباه زوجها إلى امرأة اخرى ، فيبدأ بالاهتمام بتلك المرأة ليبحث عن وجه الاختلاف بينها وبين زوجته ، وبالتالي يكون على يقين تام بأنها تملك صفات ومميزات أفضل ، وهنا يقع الرجل
في غرامها جراء تصرفات زوجته ، مما يدفع الى دخولهما حالة من العتاب التي قد تؤدي الى بروز مشاكل اجتماعية قد تكون نهايتها الانفصال.
محمد الصمادي موظف حكومي ، قال : ان وجود منغصات في الحياة الزوجية هو امر طبيعي يجب ان يدركه الزوجان ، لاسيما انه من المستحيل وجود زواج بدون منغصات ومشاكل ، الا أن درجة وقوة هذه المنغصات في التأثير على الحياة الزوجية تختلف من شخص الى آخر ، وذلك حسب نوعها ، فموضوع الغيرة مثلا يختلف في تأثيره السلبي على الحياة الزوجية عن موضوع الكذب.
واشار الصمادي الى ان الغيرة قد تساهم في المشاكل الزوجية ، الا انها ليست بنفس خطورة الكذب الذي قد يدمر الحياة الزوجية نهائيا ، وخاصة عندما يشترك الطرفان الزوج والزوجة بعادة الكذب ، لاسيما اذا بدأت حياتهما بهذا الاسلوب الذي يستمر معهما ويكون سببا في افشال زواجهما.
اشرف ملكاوي ، ويعمل في القطاع الخاص ، يقول ان العنف من اهم عوامل افشال الحياة الزوجية ، حيث يساهم في افسادها ، وقد يكون العنف الاسري موجها ضد الزوجة او ضد الابناء او حتى ضد الاب نفسه في حالات نادرة ، وكثيرا ما يؤدي العنف الى تفكيك الاسرة نتيجة انحراف الابناء وتغيبهم عن البيت خوفا من الاب وهربا من بطشه ، فيرتكبون الاخطاء التي تقودهم في نهاية الامر الى الى السجون.
المحامي عبد الكريم 42 عاما: يرى في الحياة الزوجية تجربة طويلة ، وهي برأيه تحتاج الى الصبر والمثابرة والاتفاق ، حيث اكد ان موضوع الانفاق وتأمين حاجيات البيت هي مسؤولية مشتركة بين الزوج والزوجة ، ويقول ان البخل من منغصات المهمة في الحياة الزوجية ، وانه من الضروي تأمين مستلزمات البيت جميعها وتوفير سبل العيش الكريم وذلك حسب قدرة الزوج ، واشار الى ان الحياة الزوجية اذا اعتراها البخل تكون معرضة للانهيار اذا كانت ربة البيت ضعيفة الشخصية واتكالية ، وقد يدفع البخل الابناء الى سلوك طرق غير سوية لتامين احتياجاتهم الحياتية والمدرسية.