أختي الفاضلة لقد جذبني موضوعك فلسفة المصائب وقد ظننت أنك ستتحدثين فيه على الحكمة الإلهية من المصائب وقد وجدتك تشيرين فيه إلى أقوال ا لفلاسفة رغم أن السنة والكتاب ومواقف الصحابة في هذا الموضوع رائعة مما يثلج صدور المبتلين وسأذكر منها اللقليل من كثير يروى أن أبا ذر كان جاسا مع أصحابه فقالوا كل واحد يذكر أحب ثلاثة أشياء لنفسه فقال أبو ذر أحب الجوع والمرض والموت فقالوا له هذه ثلاثة لا يحبها أحد فقال له أحب الجوع ليرق قلبي وأحب المرض ليخف ذنبي وأحب الموت لألقى ربي كما هناك جديث قدسي يبين الفلسفة والحكمة الإلهية من المصائب يقول رب العزة ياملائكتي صبوا على عبدي البلاء صبا فيقول العبد المؤمن الحمد لله فتقول الملائكة لربها لقد صببنا عليه البلاء صبا فيقول لهم الله ارجعو ا إني أحب أن أسمع صوته وهناك حديث آخر قدسي رائع يبين الفلسفة الإلهية أيضا يقول رب العزة لا أقبض روحي عبدى المؤمن وأن أحب أن أرحمه إلا وابتليته بكل سيئة كان يعملها سقما في جسده ومصيبة في ماله وولده حتى أبلغ منه مثل الذر فإذا بقيت عليه سيئة أشددت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمه . الله اكبر كما هناك حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار يوما مريضا به وعكه أي مصاب بالحمى فقال له أبشر فإن الله يقول هي نار أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من نار الآخرة الله أكبر وعلى ذلك يجب على كل مبتلى أو مصاب يعلم أن كل ما يحث له من مصائب هو خير له من الله وذلك في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عجبا لأمر المؤمن أمره كله خير فإن أصابته سراء فشكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له وما كان ذلك إلا للمؤمن . وجزاك الله خيرا واللهم فقهنا في ديننا وعلمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا اللهم آمين .