بسم الله الرحمن الرحيماليوم هو الثاني عشر من شهر ذي القعدة لعام 1426هـالساعة في تمام العاشرة مساءجرس الجوال يعلن عن إستقباله رسالهما الخبر توفي الدكتور علي جابر وسيصلى عليه بعد صلاة العصر في مقابر الفيصليهماذا ؟؟؟؟؟؟طامةفاجعةإمام الحرم الذي كان يصدح بأعذب صوت في جنبات بيت الله العتيق لمدة تزيد عن السنوات التسعإنا لله وإنا إليه راجعونالحمد اللهاللهم أجرني في مصيبتي هذه وأخلفني خيراً منهادعوت الله من كل قلبي أن يكرمني بتغسل الشيخولكنيلا أعرفه و لا أعرف اين يرقد جسده الأن ولا أي معلومهومن خلال الإتصالات مع الاخوهتبين ان الشيخ موجود في مستشفى خاصوقد وافته المنية في تمام الساعة التاسعة مساءوهو الأن في ثلاجة المستشفىوتم التنسيق مع ابنائه لنحضره للمغسلةولكنهم رفضوا بحجة ان كثير من الناس قد طلبوا هذاوهم في حرج شديدتأسفنا كثيراًودعونا للشيخولكن إذا بفرج الله يأتيوفي الساعة الثامنة صباحاً إذا بالبشارةإبن الشيخ عبد الله يوافق على طلبنانسرع في إتجاه المستشفىوإذا بالكادر الطبي كله قد تجمع بجانب الثلاجة ليشارك الجميع بنقل الشيخحملنا الشيخونقلناه إلى المغسلةوبدأنا غسيله في التاسعة صباحاًابنه عبد اللهواحد المغسلين وانااسمعوا يا احبهالشيخ مسجى على النعشوقد تم إخراج كل من في الغرفة سوى ثلاثةوكان رحمه الله عظيم الجسمووالله حملنه الثلاثة من النعش إلى طاولة الغسيل بكل سهولةحتى أننا نظرنا إلى بعضنا متعجبين من هذه الخفة التي تناقض عظم جسدهليست هنا العبرةليست هنا العظةعندما شرعنا في خلع ما عليه من ملابسإذا بالجسد وكأنه لم يدخل الثلاجةجسده لم يكن بارداً ابداًإنما برودة عاديةبرودة الميت الطبيعيةليست هنا العبرةليست هنا العظةعندما كشفنا الوجه إذا بالإبتسامة واضحه على وجه الشيخفقلت لولده عبد الله إنظر إلى الإبتسامة فدمعت عينيه تأثراً بما رأىليست هنا العبرةليست هنا العظةمن خلال سنوات قضيتها في هذا العملومن خلال الكثير والكثير من الحالات التي مرت عليإذا مكث الجسد في الثلاجة لمدة تزيد عن ساعتينفإنه يتصلب تماماًبل أنك في بعض الأحيان قد ترى قطع ثلج على الجسدحتى أنك إذا وضعت يدك على منطقة البطن يخيل إليك أنك قد وضعتها على لوح زجاج بارداليدين إلتصقت بالصدر الرجلين تجمدت على حالهاولا يمكن بأي حال من الأحوال تحريك أي طرف فيهالشيخ مكث في الثلاجةاثنى عشر ساعةوعندما حركت يدهإذا بها تتحرك بكل سهولة وكأنه نائمنظرت إلى مساعديفإذا به يشرع بتحريك اليد الثانيةوهو ينظر إلي بتعجبوإبنه عبد الله عند رأسهسألته متى دخل الشيخ الثلاجةقال يوم امس في التاسعة مساءالله أكبرقلتها بصوت عالي قلت له إنها من أغرب الحالات التي مرت علينااثنى عشر ساعة في الثلاجة ولا أثر للبرودة على جسدهوأطرافه تتحرك بكل سهولةدمعت عيني عبد الله مجدداًولكنه لم يكن لوحده هذه المرةلقد كانت دموعنا جميعاً قد خالطت وجناتناصلينا الظهر في الجامعثم حملنا الشيخ وتوجهنا صوب المكان الذي طالما تعلق قلبه بهالمكان الذي طالما أما الناس فيهالمكان الذي عرفته الأمه أجمع من خلالهإلى الحرم المكي الشريفلن أخبركم عن تدافع الناسلن أخبركم عن الجموع والمواكب التي تبعت سيارة نقل الموتىلن أخبركم كم استغرقنا في الطريق لشدة الزحاملن أخبركم كم رأينا من دموع تسكبوأكف ترفع كلها تدعوا لفقيد الأمةوفي مقبرة الشرائع كان قبرهالمقبره أمتلئت برجال الأمن الذين ينظمون مرور السيارات ودخول الناسرحمك الله يا دكتور علي بن عبد الله جابريا شيخ الحرمأسأل الله العظيم رب العرش العظيمان يسكن شيخنا في أعلى الجنانمع الصحابة الكرامفي رفقة خير الأنامآمين