التداوي بالاعشاب ظاهرة باتت منتشرة في المجتمع العراقي والسبب يعود لارتباطها بالعادات الموروثة..
حتى اخذ العلاج بالاعشاب شهرة متنامية واصبح من المعتقد ان الادوية العشبية تقوي الجهاز المناعي بالجسم.وليس هذا فقط ولكن الاعشاب باتت تحظى بالقبول بين الاطباء الممارسين للطب التقليدي ايضا وكمثال على ذلك يقول لنا (جوستاف دويوس) استاذ طب الامراض الباطنية واستاذ الطب التكميلي التكاملي في جامعة (دويسبورج آيسن) ان المرضى لديه باتوا يرغبون بالادوية الطبيعية (الاعشاب) وذلك في تجنب الاثار الجانبية للادوية التقليدية.. هذا ونستخدم الادوية العشبية تقليدا لمكافحة الداءات الخفيفة التي يمكن علاجها بدون طبيب.. فضلا عن كونها من الاسهل على الجسم التعامل معها لاسيما حينما يتعلق الامر بعلاج الاطفال وخاصة بعد ولادتهم وعند الايام والاسابيع الاولى..
* بقي ان نعلم اننا وحينما اجرينا هذا الاستطلاع تبين لنا ان اكثرية الاراء تؤمن بالاعشاب كعلاج للامراض مثل شرب منقوع زهرة الاقحوان (البابونج) لعلاج البرد.. و(الورد الماوي) لعلاج ضيق التنفس.. كما واشارت المعلومات المتوفرة لدى البعض من المشاركين في الاستطلاع بأن (ورق الصفصاف) يفيد النزلات الشعبية.. رغم عدم علمهم بهذه المعلومة العلمية القائلة
تشير الابحاث الى ان لحاء الصفصاف كان يستخدم لمكافحة الحمى والالم في اوائل القرن الثالث عشر.. وفي القرن التاسع عشر اكتشف الباحثون ان المكون النشط في هذا النبات هو حمض استيل ساليسيليك (E.S.S) وهو مادة تستخدم في مسكنات الالم الحديثة).كما وذكر البعض ان هناك محاذير باستخدام الاعشاب دون المعرفة بها لكون عدم الالمام بمحاذيرها لبعض المرضى قد يؤدي الى عواقب وخيمة او الى الموت.. ولهذا كان الرأي ان طب الاعشاب ليس بديلا عن الطب.. ولكن يمكن للمرء ان يكون اكثر نجاحا اذا عمل على المسارين..
*سناء العبيدي (دبلوم اعشاب من رومانيا):ثبت ان الاعشاب الطبيعية مفيدة لعلاج العديد من الامراض وحتى المستعصية منها وليست لها تأثيرات جانبية على صحة الانسان خاصة اذا ماتم التعامل معها بدراية وخبرة.. بعكس الادوية الطبية التي تحتوي على المواد الكيمياوية التي تؤثر على جسم الانسان حيث ان هناك فرقا شاسعا مابين التداوي بالاعشاب والادوية الطبية وفي مقدمتها ان الادوية الطبية هي ادوية كيمياوية تعمل على اضعاف المناعة في الجسم مع تزايد تناولها حتى ان الكثير منها لاتجدي نفعا امام ابسط الامراض ومنها الزكام والانفلونزا وخاصة اذا ماكان (الاكسباير) منتهي المفعول.وحينما نعود للتاريخ التراثي للتداوي بالاعشاب نجد ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر ومن بين العديد مما ذكره ان (الحلبة) لوعلمت بفائدتها امتي لوزنتها او عادلتها بالذهب.. كما ان هنالك قولا مشهورا لابن سينا (درهم وقاية خير من قنطار علاج) والوقاية هنا تعني الاعتناء بالغذاء والنظافة واللجوء الى الاعشاب التي تزيد من مناعة الجسم.. شرط ان مثل ذلك اللجوء لايأتي عن جهل وخاصة اذا ماعلمنا ان هناك اعشابا سامة قد تؤدي الى الموت.
* طه درويش (فنان):الاعشاب كانت البداية الحقيقية للطب.. وكما يعلم الجميع ان الاعشاب مازالت المصدر والمنهل لكل دواء ومن الله الشفاء.. ونستطيع ان نقول وكما تقول اسطورة ان جلجامش كان يبحث عن العشب والخلود..كما ان التداوي بالاعشاب كان متداولا في الفترة التي عاشها اجدادنا وان العائلة العراقية مازالت تتداوى بالاعشاب وهناك اكثر من حالة وحالة لدى النساء وخاصة الامهات عند ولادة اطفالهن.. وانا ايضا من المجربين لتلك الاعشاب لكونها ليس لها مضار جانبية.. علما بأن المتعاملين بالتطبيب بالاعشاب باتت اعدادهم كثيرة لاهميتها.
* سيف مؤيد سليم (كاسب):لقد ثبت للناس بأن التداوي بالاعشاب افضل وارخص وخاصة ان الاعشاب موجودة في الطبيعة وبسهولة الحصول عليها من قبل (العشابين) الذين يمتهنون تلك المهنة.. علما ان قسما منهم قد توارثوها ابا عن جد حتى باتت لديهم محال مشهورة وفي مناطق معينة يلجأ لها المرضى مابين فترة واخرى.وهناك (خبطات) معروفة بالامكان تحضيرها في البيت حينما تتوفر انواع الاعشاب. وكمثال انني استخدمت (خبطة) من الاعشاب والثوم استخدمتها لمدة شهرين بسبب تساقط شعر رأسي.. ولكن عدم تواصلي بالعلاج حال دون الشفاء من المرض..هذا وانني على علم بالتداوي بالاعشاب الخاصة بعدد من الامراض التي تصيب الاطفال وحتى النساء.. وان هناك البعض من الناس الذين يعتقدون ان الاعشاب افضل من الادوية الطبية ويعتبرونها ليست الا نوعا من (الطباشير) ليس الا وتعمل على تخدير الجسم ولاتأتي الا بنسبة قليلة من الشفاء فضلا عن الخسارة المادية.
* اقبال نعمان معروف (بكالوريوس اعلام):الاعشاب علاج طبي في اكثر الاحيان ويستفاد منها في كثير من الامراض المزمنة وحتى المستعصية.. وانا قد تعاطيت الاعشاب كعلاج ولازلت مستمرة فيها وقد جربت (الحلبة) لعلاج الكلى و(البابونج) لعلاج امراض الصدر والانفلونزا وهناك (الشاي الاخضر) المريح للمعدة.. وكذلك هناك اعشاب لخفض ضغط الدم في حالة ارتفاعه لاسمح الله وكذا الحال بالنسبة للسكر والامراض الاخرى شفانا الله واياكم منها..
* محمود حاتم السوداني (صحفي):الله سبحانه وتعالى جعل لكي شيء سبب.. والاعشاب هي علاج مهم وهناك صيدليات تعطي العلاج عن طريق الاعشاب الطبية.. علما بأن الاعشاب عالجت الكثير من الامراض مثل (السكري) و(امراض القرحة) و(علاج العقم) وغيرها من الامراض.. فضلا عن ان هناك امراضا يلجأ الاطباء لعلاجها عن طريق التداوي بالاعشاب.. وان التراث زاخر بالاعشاب التي استخدمها الاطباء العرب المعروفون في التاريخ العربي والاسلامي.. وفي مقدمتها الطب النبوي الذي يعتمد هو الاخر على الاعشاب..
* زينب القصاب (كاتبة):لطالما كانت للعرب اياد بيضاء في معرفة النباتات واستعمالاتها في مجال الطب والعقاقير.. بل انها اظهرت فوائدها الطبية حديثا بعد التجارب المعملية التي اوضحت ان لهذه النباتات فوائد ذات مفعول كيمياوي قيما الى جانب مزاياها اليت لاتلحق الضرر باعضاء الجسم البشري..كما ان كتب التراث اوردت لنا اسماء غريبة لنباتات طبية ومنها: (السنامكي) كمسهل و(افسنتين) لطرد الديدان و(القنطوريون) لعرق النسا وغيرها الكثير والكثير.. ولكن مثل هذه الاعشاب بطيئة العلاج وتحتاج الى الصبر.. ولهذا انا افضل العلاج الطبي لان حياتنا لاتحتمل الصبر وطول البال.. وهذا لايعني انني لااتعالج بالاعشاب والدليل انني اتناول (شاي الكجرات) و(ورد ماوي) و(الشاي الاخضر بالنعناع).. اضافة الى كوني لم اصادف عشّاباً حقيقياً ومحترفاً بطب الاعشاب يستطيع ان يشخص الحالة المرضية ويعطي (العشبة) المناسبة..
* ابتسام جبار (اعلامية):بعد ان فقدنا الثقة بالادوية الطبية اصبح الاعراض عن تناولها نتيجة منطقية لفقدان الثقة بها.. ولهذا كانت الاعشاب البديل لتلك الادوية الكيمياوية لكونها تنفع ولاتضر على الاقل. هذا وقد رافق العلاج بالاعشاب جوانب روحية تعلقت بمسائل ميتافيزيقية القت بظلالها على العقل الباطن فاستساغها الظاهر..والحقيقة انني تعاطيت هذا النوع من العلاجات بالاعشاب وللامانة فان اي منها يؤدي النتيجة المأمولة.. ولكوني اعلم بعدم ضررها او ضررها على صحة الانسان.