رقة وجمال إسم الله الجبار
سألت يوما رجلا من الصالحين ولعلي أحسبه علي ذلك عن أحب الأسماء الله كي أدعو بها ؟
فأجاب الرجل وهل هناك أسماء غير ذلك فكل أسماء الله جميلة ومحببة فأدركت هنا خطئي ولم أستطع أن أخبي عنه إحراجي وخجلي ,لكن الرجل أدرك ذلك بفطنته وحسن إدراكه وأكمل حديثه قائلا:
لم يخصص الله الواحد الديان أسم أو بعض الأسماء فكلها تعني معاني يجهلها الكثير منا ولايدركها إلي شخص تدبر فيها وأمعن التدقيق بفحواها وأعطه الله القدرة علي ذلك .
فلك مثل ماذا عن إسم الله الجبار ؟ يجول في خاطرك وخاطر كثير من الآخرين أنه يعني البطش والجبروت لالا فهناك معاني رقيقه تجهله,فقلت إسم الله الجبار ,قال نعم إسم الله الجبار وأنت تلمس ذلك كل يوم بل تسمعه أذنك في كل وقت ,
فقلت كيف؟ قال ومن يجبر الكسر إلا الله إذا كان كسر في العظام أو النفوس المنكسرة الحزين بتقويتها بالصبر والتحمل والتعويض والإرشاد إلي الطريق السديد أو شرخ حدث تفرقه بين النفوس ففرق الأهل والخلان من يألف القلوب من يعيدها ويصلحها ويجبرها إلا الله وألم تستمع إلي البائع وهو ينادي ويقول يارب ياجابر ما معني ذلك أي يارب حسن بضاعتي في عيون المشترين كي أبيعها ثم ماذا يفعل بعد ذلك إذا سأله أحد بعد أن باع بضاعته يقول جبرنا والحمد لله أي كسبنا وربحنا بفضل الله .
ألم تسمع عن كلمت جبر الخواطر علي الله أي أنك لولبيت دعوة غيرك جبرت بخاطره أو زرت مريضا جبرت بخاطره لو أنك أعطيت سائل جبرت بخاطره والله يجبر كل الخواطر .من يرد الظالم عن ظلمه من يقهره إذا تمادي في ظلمة وبطشه من يعيد للمظلوم حقه من ينصره إلا الله الجبار.وكذا الأسماء كلها لاندرك معناها فدعو بما شئت من أسماء الله الحسني وإن شاء الله لك الإجابة .
هنا أنتهي كلام الرجل الذي جعلني بعد ذلك أبحث عن معني ومغزي هذا الاسم العظيم فوجدت انه اسم خاص للضعفاء والمنكسرين والحزاني يلجئون إليه وقت الحاجة وهو إسم رادع وقاهرللظالمين .
وفي اللغة العربية أسم الجبار صيغة مبالغة تعني الاستمرار أي انك لو طلبت منه فانه يجيبك باستمرار وليتخلي عن المظلومين ومعناها اللغوي العظيم القوي الطويل .
فكلمت جبار إذا أتصف بها المخلوق فهي صفة نقص وصفة مذمومة أما لواتصف بها الخالق فهي صفت كمال ومحمودة فهي صفة لا تكون إلا لله الخالق .
وعرفت أيضا أن أسماء الله الحسني تنقسم إلي:
1- أسماء جمال وهي التي تورث التعلق بالله
2- أسماء جلال وهي التي تورث التعظيم لله
3- أسماء تجمع بين الجمال والجلال وهي التي تورث تعلقا وتعظيما لله سبحانه وتعالي ومنها إسم الله الجبار
الذي يجمع بين التعلق بالله والتعظيم له ويجمع بين الجمال والإجلال في أسماء الله الحسني فسبحان الذي بنعمته تتم الصالحات .
كما أني أدركت معني الحديث الشريف(إن لله تسعة وتسعون أسما من أحصاها دخل الجنة) فكلمت أحصاها لا تعني بمعني عدها ولكن تعني عرفها وأدرك معناها وعمل بها .وكل الأسماءالحسني لها معاني كما يقولون المعني الرباني والمعني الإنساني فالمعني الرباني ليدركه إلا من رق قلبه لله الواحد الأحد الفرد الصمد.
فلله الحمد الذي يعلمنا ويرسل من يعلمنا ويهدينا إلي من يعلمنا ويرشدنا طريقا يعلمنا ويجعل العلم غايتنا , وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم