سعيد بن عامر الصحابي التقي
هذا الصحابي لم يكن من مشاهير الصحابه ولكنه اشتهر بتقوي الله ونقاء النفس.
دخل الاسلام بعد خيبر وكعادة كل المسلمين في عصر رسول الله لم يفارق الرسول في موقعه وكان ملازما له .
وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب اراد ان يولي واليا علي ولاية حمص بالشام ولم يكن سيدنا عمر يولي إلا من عهد منه الصلاح والتقي
فدعي سعيد بن عامر ولم يوافق في بادء الامر ولكنه ذهب بعد ذلك وامده سيدنا عمر بالمال كي يقوي علي المعيشه لان اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
لم يكونوا طلاب حياه ولكن كانوا طلاب آخره باعوا كل غالي ونفيس للفوز بمرضات الله ورسوله بذلوا الجهد والنفس للفوز بأعلي الجنان.
وكان لسعيد زوجه عرفت بجمالها منذ الصغر فأرادت الزوجه ان تنعم بالمال فطلبت منه ان يشتري لها من ملزات الحياه ,فقال لها نحن في بلد تكثر فيه التجاره فسوف نعطي المال لمن يعرف بالتجاره كي يذداد ويكثر فوافقته الرأي فذهب سعيد فشتري بعض ملتزمات الحياه وتصدق بالباقي علي الفقراء والمساكين. وكان كلما تسأله زوجته عن المال كان يقول لها انه في ذياده ,وفي يوم سألته وكان جالس معهما قريب لهما وكان يعلم ماذا فعل سعيد بالمال فضحك فشكت الزوجه ثم عرفت واخذت تندب حظها فقال لها سعيد اني لي اصدقاء سبقوني الي الجنه فأريد ان اكون معهم فأعينيني علي ذلك ان في الجنه حور عين ومالا عين رأت ولااذن سمعت ولاخطر علي قلب بشر اابيع كل ذلك واشتري الرخيص من ملزات الدنيا,هؤلاء من تربوا علي يد اعظم استاذ واعظم هاد.
كان أهل حمص كثيري الشكوي من ولاتهم فسألهم سيدنا عمر عن شكواهم ضد سعيد فقال قائلهم بإجاز لايخرج علينا حتي يعلو النهار,ولايجيبنا باليل , وله يومان في الشهر لايخرج علينا ,وله امر لا حيلة له فيه ولكن نكرهه هو انه يغشي عليه.
فدعا سيدنا عمر الله ان لا يخب ظنه في سعيد فطلب من سعيد ان يرد فقال اما اني اخرج عليهم حتي يعلو النهار فليس لي خادم فإني اساعد زوجتي في خبز العيش ,وأما اني لااجيبهم بالليل فإني جعلت النهار لهم والليل الله,وأما اني لي يومان في الشهر لا اخرج عليهم فليس لي ثياب حتي البسها فانتظر ثياب حتي تجف ثم اخرج عليهم,وأما اني يغشي علي فكلما تذكرت مصرع خبيب الأنصاري في مكة وكنت علي الجاهلية
حيث أنهم صلبوه ووضعوه علي خشبه وقالوا له أتتمني ان يكون محمد في مكانك فقال لهم والله لو أكثر من ذلك علي ألا يشاك النبي بشوكه, فكلما تذكرت ذلك ودعائه عليهم وعدم مقدرتي علي نصرته وخوفي من عذاب الله يغشي علي.فهنا حمد سيدنا عمر الله علي انه لم يخيب ظنه في سعيد لأنه كان يعلم انه إذا اخطأ الوالي يحاسب هو أولا ثم الوالي .هذه سيرة احد الصحابه الأتقياء الانقياء الذين تربوا علي يد اعظم معلم في البشرية جمعاء,ونقول لغيرنا هذه حياة صحابي جليل فما بالكم بمن علمه وأرشده الي الطريق القويم فما بالكم برسولنا الكريم صلوات ربي عليه وتسليماته. اللهم أهدنا بهدي حبيبك ومصطفاك اللهم أرنا الحق حق فنتبعه وارنا الباطل باطلا فنجتنبه اللهم نور قلوبنا بالقرآن واجعله شاهدا لنا لاعلينا وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.
وكل عام وانتم بخير