لقد أشارت الأخت الفاضلة سلمي في إحدي مساهماتها المميزة السابقة عن هل الحب قدر ام قرار ؟
وسلط عليه الأخ والمشرف المميز صقر الضوء وطلب أن يكون موضوع للنقاش والتحاور ومعرفة رأي الآخرين:
يعيدنا هذا الموضوع إلي قضية هل الإنسان مخير ام مسير ,عند سؤال الشيخ محمد الشعروي في هذا الموضوع قال إن الإنسان مخير في ما هو مسير إلية إي بمعني أن الإنسان مخير ومسير وبتوضيح أكثر فالإنسان بتكوينه وطبيعته يشبه الحيوان في عمليات التنفس والهضم, الدوره الدموية ,وإفرازات الكبد وغيره من الغدد, والحركة. والحيوان مسير دائما في كل أموره فإذا الإنسان مسير في هذه الأمور لأنه ليس له يد فيها وهي تعمل تلقائيا من لدن خبير عليم.
والإنسان يشبه أيضا النبات في عملية النمو وكبر حجمه وتعويض بعض أجزاء من الجسم بعد قصها أوإزالتها مثل الشعر والأظافر فهذه الأشياء أيضا ليس للإنسان دخل فيها والنبات مسير إذا فالإنسان مسير .
أما إختيار الإنسان فهو في العقيدة واختيار الدين وسلك الطريق سواء كان المستقيم اوغير المستقيم والحب والكره وإذا كان عادلا أو ظالما ولذلك شرع الله الثواب والعقاب ولو كان الإنسان مسير في هذا الأمر فلماذا يعاقبه الله طالما اختار له هذا الطريق ولكن الله ترك هذا الأمر لاختيار الإنسان بعد أن وضح له الطريق السوي وغير السوي وأرسل الرسل لهدايتهم قال تعالى ((مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّفَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّامُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) " 15 " الاسراء
و قوله تعالى :(( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِيأُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوعَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِيالْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)) (59) القصص.
فالحب أعزائي أنواعه عديدة وكثيرة ومنها حب الله وحب الأهل وحب الذات وحب الأصدقاء وحب الرجل والمرأة .
ونعود إلي سألنا هل هو قدر أم قرار فنجد أن الله عز وجل قد نشأك علي الفطرة وجعل جميع الخصال الحميدة وغير الحميدة بداخلك ومنها الحب فانتقالك من الحب إلي الصفه المعاكسة له الكره فهو إختيارفأما أن تختار الحب أو الكره مثله في ذلك مثل إختيار العقيدة.ونجد أيضا أن الله عز وجل يكافئ المتحابين فيه كما ورد في الحديث القدسي (أين المتحابين في)فمعني أن الله يكافأهم علي ذلك فهم إختاروا الصواب .ومن يختار غير ذلك من غي وضلال فسيشقي في الدنيا والآخرة.
أما عن الحب بين الرجل والمرأة والكلام في خاصته: فالحب دراجات , الحب ثم العشق والهيام ثم الهوي
لم يحرم الله الحب بين الرجل والمرأة ولم ينهي عنه الرسول الكريم ,إنما حرم العشق والهوي لأنه في هذه الحالات يذهب عقل العاشق كما انه يجعل معشوقه في كل همساته ويشركه في الحب مع الله ويلهيه عن أداء الفرائض, الحب الطبيعي ما أجمله أذا كانا الشخصان يحبا الله ورسوله .
أحب من تشاء و لا تتغازل بمفاتن محبوبتك أمام الجميع كما فعل العشاق الهائمين مع من أحبوا وحافظ علي كرامتها وعرضها فلو كنت تحبها حبا صادقا فهذه الأشياء منك ولك .
قالوا عن الحب الكثير تضحية ,عذاب ,ألم ملذة,: التضحيه يجب أن تكون بين الاثنين وإذا كان عذاب ففي البعد فقط أما في غير ذلك فهو ليس حب.
فأما رأي في الحب أختصره في كلمت إحتواء ,فحتواء المحبوب للمحبوبته والعكس شئ رائع فمعني إحتواء تداخل ومشاركه في الأحاسيس والوجدان ومعالجة أخطاء الآخرلانه شئ منه فهو محتويه .
وبعد كل ذلك من رأي المتواضع اعتبر أن الحب قرار وتوفيق من الله فلو كان قدر لشقينا جميعا وهذه حكمه من الله فمثلا لو اختار أحدا حبيبا له ثم اكتشف أنه غير مناسب ولا يستطيع أن يغير منه ماذا يفعل بكل تأكيد سيتركه فهو في ذلك كما أختر الحبيب أختار أن يتركه فلو كان قدرا ما ستطاع أن يتركه فهو قدره كما يقال.
فندع الله أن يوفق الجميع في اختيار من يحب وان يألف بين قلوبهم ويربطهم برابط المودة وثمرة الحب الجميل ألا وهو الزواج.