هذه القصيدة من اجمل ما قاله الامام الشافعى رضى الله عنه:-
يقول الإمام الشافعي:
إليك اله الخلق أرفع رغبتــــــــــي
وان كنت ياذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبــــــي
جعلت الرجـــــا مني لعفوك سلمــا
تعاظمني ذنبي فلما قرنتــــــــــــــه
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــــــا
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منـــــة وتكرمــــــــــا
ولولاك مـــا يقوى بإبليــــس عابــد
وكيف وقــد أغوى صفيك آدمــــــا
فان تعـف عني تعــف عن مــتمرد
ظــــلـــوم غشوم لا يزايل مأثمــــا
وان تنتقم منــي فلــــست بـــــــآيس
ولو أدخلت نفســـي بجرمي جهنمـا
فجرمــي عظيم من قديـــم وحادث
وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمــــا
تعاظمني ذنبي، فأقبلت خاشعـــــــا
ولولا الرضا ما كنت يا رب منعما
حوالي فضل الله مـن كل جـــــانب
ونور من الرحمن يفترش السمــــا
وفي القلب إشراق المحب بوصلــه
إذا قارب البشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينـــــاس من الله وحـــــــده
يطالعني في ظلمة القلب أنجمـــــــا
أصون ودادي أن يدنسه الهـــــوى
وأحفظ عهد الحـــــب أن يتثلمـــــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى
تـــلاحق خطوى نشوة وترنمـــــــا
ومــن يعتصم بالله يسلم من الورى
ومـــن يرجه هيهات أن يتندمــــــا
إليك اله الخلق، أرفع رغبتــــــــي
وإن كنت ياذا المن والوجود مجرما