الحب الصوفى

إخوتى لكم هذا البوست الذى سأخصص فيه الحب الخالص لله
وما أحلى الحب عند الصوفيه
أولا لكم قصيدة ابن الفارض
الفارض

هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهوى سَهْلُ
فما اختــــارَهُ مُضنىً بهِ ولـهُ عَقْلُ
وعِــشْ خَـاليـاً فالحُــبُّ راحتــُهُ عَنـَاً
وأولـُـــهُ سُقـْــــــمٌ وآخــــرُه قَـتــْـل
ولكــن لـــديّ المـوتُ فيـه صبــــابـةً
حيــاةٌ لمنْ أهوى عليّ بهــا الفضلُ
نصحــتـُــكَ علماً بالهوى والذي أرى
مُخالـَفـَتي فاخــترْ لنفســـك ما يَحلو
فإن شئتَ أن تحيـا سعيــدا فمـُـتْ به
شهيــــدا وإلا فالغــــرامُ لـه أَهـــلُ
فمــنْ لم يمـت في حبِّـه لـم يَعِـشْ به
ودون اجتناء النَحلِ ما جَنـَتِ النَّحلُ
وقــــل لقتيـلِ الحــبّ وَفـّيْــتَ حقـــَّـه
وللمُدعــي هيهــاتَ ما الكَحَلُ الكُحْلُ
تَعــرّضَ قـومٌ للغــرام وأعـــرضـوا
بجــانبِهــم عــن صحتي فيه فاعتلـّوا
رضـُـوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظِهِمْ
وخاضُوا بحارَ الحبّ دَعوىً فما ابْتُلوا
فهم في السُّرى لم يَبرحوا من مَكانِهم
ومــا ظعـنوا في السيرِ عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على الـ
ـهدى حســدا مــن عند أنفسهم ضلوا
أحبـّـــةََ قلبـــي والمحبـّــةُ شـــــــافـعـي
لديـكم إذا شئتـمْ بهـا اتّصــل الحَبْــلُ
عســـى عطفــــةٌ منـــكم علـيّ بنظــرةٍ
فقـــد تَعبـــتْ بيني وبينـَـكمُ الرُسْــلُ
أحبـــايَ أنتـــمْ أحْسَـــنَ الدهــرُ أم أسا
فكونـــوا كمــا شئتــمْ أنا ذلك الخِلُّ
إذا كان حَظــي الهَجْرَ مِنكمْ ولــم يَكنْ
بِعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصلُ
وما الصــدّ إلا الوُدُّ مـــا لم يَكـنْ قِلَىً
وأصعبُ شيءٍ غيرَ أعراضِكمْ سَهلُ
وتعذيبـــكمْ عَـــذْبٌ لــــدي وجــوركمْ
علــيّ بمــا يَقضي الهـوى لكمُ عَدْلُ
وصـبـريَ صــبرٌ عَنكـــــمُ وعليـكــمُ
أرى أبـــداً عنــدي مرارتـَــه تَحلو
أخذتمْ فؤادي وهـو بعضي فمــا الذي
يَضــــرّكمُ لـو كان عنــــدكمُ الكلُ
نأيتــــم فغـيرَ الدمـــــع لم أرَ وافيــــاً
سوى زفرةٍ من حَرّ نارِ الجوى تغلو
فسُهـــــدي حــيّ في جفــوني مخلّــدٌ
ونَومـــي بهـا مَيتٌ ودمعي له غُسْل
هوى طَلّ ما بين الطلــولِ دمي فمِن
جفوني جَرى بالسَّفْحِ من سَفْحِهِ وَبْلُ
تـَبَـــالــَهَ قوْمــي إذ رأوْنـــي مـُتيـّمــا
وقالـــوا بمـن هذا الفتى مسّه الخبلُ
ومــاذا عســـى عني يُقـالُ سوى غدا
بِنـُعْــمٍ لَهُ شُغـْـلٌ نَعَـمْ لي بها شُغـْـلُ
إذا أنـْعَمـــتْ نـُعـْــمٌ علــيّ بِنـَظـــرةٍ
فلا أَسعدتْ سُعدى ولا أَجْملتْ جُمْلٌ
وقــدْ علمـــوا أني قَتيــلُ لِحــــاظـِها
فــإن لهــا فــي كل جــارحةٍ نَصْـلُ
حـــديثي قديمٌ فـــي هـــواها ومـا له
كمـــا عَلِمـَـتْ بَعـْــدٌ وليـسَ لها قَبْلُ
ومــا لي مِثـْـلٌ في غـَرامي بهـا كما
غـَـدَتْ فِتـْنـَةً في حُسْـنها ما لها مِثْلُ
ولــي هِمـّــةٌ تَعلــو إذا ما ذكـرْتـُهــا
وروحٌ بذكـراها إذا رَخُصــتْ تـَغلو
جَرى حُبّها مَجرى دمي في مَفاصلي
فأصبح لي عــن كل شُغْلٍ بها شُغلُ
وفي حبــِّها بِعْــتُ السعــادةَ بالشـقـا
ضـلالا وعقلي عـن هدايَ بهِ عَقلُ
وقلــــت لرُشـدي والتنسـُّـكِ والتـُّقى
تَخلُوا ومــا بيني وبين الهوى خَلُّوا
وفرّغت قلبي عن وجوديَ مُخلصا
لعلــيَ في شُغـلي بها معهــا أخلــو
ومن أجلِهـا أسعى لمـن بيننا سعى
وأعــدو ولا أعــدو لمن دأبُهُ العَذْلُ
فأرتـــاحُ للواشـــينَ بَينـي وبينـهــا
لتعلــمَ مــا أَلقــى ومــا عنـدها جَهْلُ
وأصبـُوا إلى العـُـذّالِ حـُبـا لذكرها
كأنهــم مـا بيننا فــي الهــوى رُسْـلُ
فإن حدّثـــوا عنهـــا فكُلي مَسامعٌ
وكـُـلـّيَ إن حَدّثـتـُهــمْ ألســـنٌ تـَتـلـو
تخــالفـــتِ الأقـــوالُ فينـــا تبايُـنـا
بــرَجــمِ ظنــونٍ بيننا مـا لها أصـلُ
فشنـّعَ قــومٌ بالوصـالِ ولــمْ تـَصِلْ
وأرْجَــف بالسلــوانِ قـومٌ ولـم أَسْـلُ
فما صَدَقَ التشنيعُ عنهـــا لِشَقوتي
وقــد كَذَبَــتْ عـني الأراجيفُ والنُقْلُ
وكيفَ أُرجّي وَصْلَ من لو تَصوّرتْ
حِماها المُنى وَهْماً لضاقتْ بها السُبْلُ
وإن وَعَـدَتْ لم يَلحـــقِ الفِعـلُ قَولهــا
وإن أوعـــدتْ بالقــولِ يَسبِقـُهُ الفِعْـلُ
عديني بوَصــلٍ وامْطـُـلي بِنَجـــــازه
فعندي إذا صحّ الهـوى حَسُنَ المَطْـلُ
وحـرمةِ عهــــد بينَنـَا عنــــهُ لـم أَحُلْ
وعـِقـْــدٍ بأيـدٍ بينـَنـا مـــا لــــه حـَـلُّ
لأنْتِ على غَيْظِ النوى ورضى الهوى
لـــدي وقلبــي ســاعةً مِنـكِ ما يَخلو
تـُرى مُقلتي يوماً تــَـرى من أُحبــّهــم
ويَعـتـبـُـني دَهْـري ويَجتمعُ الشـَّـمْـلُ
ومـــا بَرِحــوا مَعنىً أراهمْ معــي فإن
نأوا صورةً فـي الذهنِ قامَ لهم شَكْلُ
فهم نُصْبُ عيني ظاهرا حيثما سَرَوا
وهُــمْ فـي فـؤادي باطنـا أينمــا حَلُّوا
لهــم أبــدا منــي حُنـُـوٌّ وإن جـَـفـَوْا
ولــي أبــــدا مَيْـلٌ إليهـمْ وإن مَلـُّــوا

الحسين بن علي رضي الله عنه

سبيل العلاج
تُـعالِجُ بِـالتَطَبُّبِ كُـلَّ iiداءٍ
وَلَـيسَ لِداءِ ذَنبِكَ مِن iiعِلاجِ
سِوى ضَرَعٍ إِلى الرَحمَنِ iiمَحضٍ
بِـنِيَّةِ خـائِفٍ وَيَـقينِ iiراجِ
وَطـولِ تَـهَجُّدٍ بِطِلابِ iiعَفوٍ
بِـلَيلٍ مُـدلَهِمِّ الـسِترِ iiداجِ
وَإِظـهارِ الـنَدامَةِ كُلَّ iiوَقتٍ
عَلى ما كُنتَ فيهِ مِنَ iiاِعوِجاجِ
لَـعَلَّكَ أَن تَكونَ غَداً iiعَظيماً
بِـبُلغَةِ فـائِزٍ مَـسرور iiناجِ

سبيل الغنى
إِغـنَ عَـنِ المَخلوقِ iiبِالخالِقِ
تَسُدُّ عَلى الكاذِبِ iiوَالصادِقِ
وَاِسـتَرزِقِ الرَحمَنَ مِن iiفَضلِهِ
فَـلَيسَ غَـير اللَهِ مِن iiرازِقِ
مَـن ظَـنَّ أَنَّ الناسَ iiيغنونَهُ
فَـلَيسَ بِـالرَحمَنِ iiبِـالرائِقِ
أَو ظَـنَّ أَنَّ الـمالَ مِن كَسبِهِ
زَلَّـت بِـهِ النَعلان مِن iiحالِقِ

سبيل السرور
وَإِن صـافَيتَ أَو خالَلتَ iiخِلّاً
فَفي الرَحمَنِ فَاِجعَل مَن iiتُؤاخي
وَلا تَـعدِل بِتَقوى اللَهِ iiشَيئاً
وَدَع عَنكَ الضَلالَةَ iiوَالتَراخي
فَكَيفَ تَنالُ في الدُنيا iiسُروراً
وَأَيّـامُ الـحَياةِ إِلى iiاِنسِلاخِ
وَإِنَّ سُـرورَها فـيما iiعَهِدنا
مَـشوبٌ بِالبُكاءِ وَبِالصُراخِ
فَـقَد عَمِيَ اِبنُ آدَمَ لا iiيَراها
عَمىً أَفضى إِلى صَمَمِ الصماخِ

هــذا الــذي تـعـرف الـبـطحاء iiوطـأته * والــبـيـت يـعـرِفُـه والــحـلُ iiوالــحـرمُ
هـــذا ابـــن خــيـر عِــبـاد الله iiكـلـهـم * هــذا الـتـقي الـنـقي الـطـاهر الـعلمُ
هــذا ابــن فـاطـمةٌ إن كـنـت جـاهله * بـــجــدّه أنــبــيـا الله قـــــد iiخــتــمـوا
ولــيـس قـولـكم مــن هــذا iiبـضـائره * الـعُـرب تـعـرف مــن أنـكرت iiوالـعجم
كــلـتـا يــديـه غــيـاث عـــم iiنـفـعـهما * يـسـتـوكـفـان ولايــعـروهـمـا iiعــــدم
ســهـل الـخـليقةِ لاتـخـشى iiبــوادره * يـزيـنه إثـنان:حسن الـخلق iiوالـشيم
حــمّـال أثــقـال أقـــوام إذا افـتـدحـوا * حــلـو الـشـمـائل تـحـلو عـنـده iiنـعـم
مــاقــال:لاقــطٌ إلا فـــــي تــشــهـدهُ * لــــولا الـتـشـهـد كــانــت لاءهُ iiنــعــم
عــمّ الـبـرية بـالإحـسان iiفـانـقشعت * عـنـهـا الـغـيـاهب والإمــلاق iiوالـعـدم
إذا رأتـــــه قـــريــش قــــال iiقـائـلـهـا * إلـــى مــكـارم هـــذا يـنـتهي iiالـكـرم
يـغـضي حـيـاءً ويـغضى مـن iiمـهابتهِ * فـــــلا يُــكّــلَـمُ الإ حـــيــن iiيــبـتـسـم
بــكــفّـه خـــيــزران ريــحـهـا iiعــبــق * مــن كــف أرع فــي عـريـنيه iiشـمـم
يــكــاد يـمـسِـكـه عــرفــان iiراحــتــهِ * ركـــن الـحـطـيم إذا مــاجـاء iiيـسـتلمُ
الله شــــرفـــه قِـــدمـــاً iiوعــضــمــهُ * جــرى بــذَاكَ لــه فــي لـوحـة الـقلم
أي الـخـلائـق لـيـست فــي iiرقـابِـهُم * لأوّلــــيّـــة هـــــــذا أولــــــه iiنـــعـــم
مــــن يـشـكـر الله يـشـكـر iiأوّلــيّـةذا * فـالـدين مــن بـيـت هــذا نـالهُ iiالأُمـم
يـنمي إلـى ذروة الـدين التي iiقصُرت * عـنـها الأكــفّ وعــن إدراكـهـا iiالـقـدم
مـــن جـــدّه دان فــضـل الأنـبـيـا iiلــه * وفــضــل أمــتـهِ دانـــت لـــهُ iiالأمـــم
مـشـتـقّةٌ مـــن رســـول الله iiنـبـعـته * طــابـت مـغـارِسه والـخـيم والـشـيَمُ
يـنشق ثـوب الـدجى عـن نـور iiغـرّته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظُلم
مــن مـعـشرٍ حـبـهم ديــن iiٌوبـغضهم * كــفــر وقـربـهـم مـنـجـى ومـعـتـصمُ
مـــقــدمٌ بــعــد ذكــــر الله iiذكــرهــم * فــي كــل بــدء ومـخـتوم بــه iiالـكـلمُ
إن عــد أهــل الـتـقى كـانـوا أئـمـتهم * أو قـيل مـن خير أهل الأرض قيل همُ
لا يـسـتـطيع جـــوادٌ بــعـد iiجــودهـم * ولا يــدانــيـهـم قـــــومٌ وأن iiكـــرمــوا
هـــم الـغـيـوث إذا مــا أزمــةٌ iiأزمــت * والُسد أُسد الشرى ، والبأس iiمحتدمُ
لايـنـقص الـعسر بـسطاً مـن iiأكـفهم * سـيّـان ذلــك : إن أثــروا وإن iiعـدمـوا
يُـسـتـدفعُ الــشـر والـبـلـوى iiبـحـبهم * ويـسـتـربُّ بـــه الأحــسـان iiوالـنـعـم

ابن الفارض

قـلبي يُـحَدّثني بـأَنّكَ iiمُـتْلِفِي روحـي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم iiتَعْرِفِ
لـم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي لـم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ iiيَفي
مـا لي سِوَى روحي وباذِلُ iiنفسِهِ فـي حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ iiبِمُسرِف
فـلَئِنْ رَضِـيتَ بها فقد iiأسعَفْتَني يـا خَـيبَة الـمَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يـا مـانِعي طـيبَ المَنامِ iiومانِحي ثـوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَـطفاً عـلى رَمقي وما أبقَيتَ iiلي مـنْ جسميَ المُضْنى وقلبي iiالمُدَنَفِ
فـالوَجْدُ بـاقٍ والوِصَالُ iiمُماطلي والـصّبْرُ فـانٍ والـلّقاء iiمُسَوّفي
لـم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ سَـهَري بـتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ
واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ iiالكَرَى جَـفني وكيف يزورُ مَن لم iiيَعْرِفِ
لا غَـرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها عـيني وسَـحّتْ بالدّموعِ iiالذّرّفِ
وبـما جرَى في موقفِ التوديعِ iiمِنْ ألـمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ iiالموقفِ
إن لـم يـكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به أَمَـلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا iiتفي
فـالمَطْلُ مـنكَ لدَيّ إنْ عزّ iiالوفا يـحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ iiمُسْعِفِ
أهْـفُو لأنـفاسِ الـنّسِيمِ iiتَـعِلّةً ولـوَجْه مَـن نقَلَتْ شَذَاهُ iiتشوّفي
فـلَعَلّ نـارَ جـوانحي iiبـهُبُوبِها أن تـنـطَفي وأوَدّ أن لا iiتـنطَفي
يـا أهـلَ وُدّي أنـتم أَمَلي iiومَن نَـادَاكُمُ يـا أَهْلَ وُدّي قد iiكُفي
عُـودوا لِـما كُنْتُم عليه من iiالوفا كَـرَماً فـإنّي ذَلِـكَ الخِلّ iiالوَفي
وحـياتِكُمْ وحـياتِكُمْ قَسَماً iiوفي عُـمري بـغيرِ حـياتِكُمْ لم أحْلِف
لـو أَنّ رُوحـي في يدي iiوَوَهَبْتُها لـمُبَشّري بِـقُدُومكمْ لـم أُنْصِف
لا تـحسَبُوني فـي الـهوى مُتَصَنّعاً كَـلَفي بِـكُمْ خُـلُقٌ بغيرِ تكلُّف
أخـفَيتُ حُـبّكُمُ فـأخفاني iiأسىً حـتى لـعَمري كِدْتُ عني أختفي
وكـتـمْتُهُ عـنّي فـلو أبـدَيْتُهُ لـوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف iiالخَفي
ولـقد أَقـولُ لِمَنْ تحَرّشَ iiبالهوى عـرّضْتَ نفسَكَ للبَلا iiفاستهدف
أنـتَ الـقَتِيْلُ بـأيّ مَنْ iiأحبَبْتَهُ فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطف
قُـلْ لـلعذولِ أطلْتَ لومي iiطامعاً إنَّ الـملامَ عـن الهوى iiمُستوقِفي
دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم iiالهَوَى فـإذا عـشِقْتَ فبعدَ ذلكَ iiعَنّف
بَرَحَ الخَفاء بحُبّ مَنْ لَوْ في iiالدّجى سَـفَرَ الـلّثامَ لقُلْتُ يا بدرُ iiاختَفِ
وإن اكـتفى غَـيري بطَيفِ iiخيالِهِ فـأنا الّـذي بـوِصالِهِ لا iiأكتَفي
وَقْـفَاً عـليِه مَـحَبتِّي iiولِمِحنتي بـأَقَلّ مِـن تَـلَفي بـه لا iiأشتَفي
وهَـواهُ وهْـوَ ألـيّتي وكَـفَى بِه قَـسَماً أكـادُ أُجِـلّهُ iiكالمُصْحَفِ
لَـوْ قالَ تِيهاً قِفْ على جَمْر iiالغَضا لَـوَقَفْتُ مُـمْتَثِلاً ولـم iiأتـوَقّف
أوْ كـان مَنْ يرضى بخدّي iiموْطِئاً لَـوَضَعْتُهُ أرْضـاً ولـم iiأستنكِف
لا تُـنْكِروا شـغَفِي بما يرضَى وإن هـو بـالوِصَالِ عـليّ لم يتعطّف
غَـلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ أمْرَ iiصَبابتي مـن حيثُ فيه عصَيتُ نهْيَ iiمُعنّفي
مـني لَـهُ ذُلّ الـخَضُوعِ ومنهُ iiلي عِـزّ الـمَنوعِ وقـوّة iiالمستضْعِف
ألِـفَ الـصّدُودَ ولي فؤادٌ لم iiيزَلْ مُـذْ كُـنتُ غـيرَ وِدَادِهِ لم iiيألَف
يـا مـا أُمَـيْلَحَ كُلَّ ما يرْضَى iiبِهِ ورُضـابُهُ يـا مـا أحَـيْلاَهُ iiبفي
لـو أسـمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ فـي وجـهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي
أو لـو رأهُ عـائِداً أيّـوبُ iiفـي سِنَةِ الكَرَى قدماً من البلوى iiشُفي
كُـلُّ الـبُدُورِ إذا تَـجَلّى iiمُقْبِلاً تـصبُو إلـيه وكُـلُّ قَـدٍ iiأهيَف
إن قُـلْتُ عندي فيكَ كُلُّ iiصَبَابَةٍ قـالَ الـمَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في
كَـمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو أَهدى السّنا لـلبَدْرِ عـند تَـمامِهِ لم iiيُخْسَف
وعـلى تَـفَنّنِ واصِـفيهِ iiبِحُسْنِهِ يَـفنى الـزّمانُ وفيه ما لم iiيُوصف
ولـقد صَـرَفْتُ لـحُبّه كُلّي على يَـدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ حُسْنَ تصرّفي
فـالعينُ تـهوى صورةَ الحُسْنِ التي روحـي بـها تَصبو إلى مَغْنىً iiخَفي
أسْـعِـدْ أُخَـيَّ وغَـنني بـحديثه وانْـثُر عـلى سَمْعي حِلاهُ iiوشَنِّف
لأرى بـعينِ الـسّمعِ شاهِدَ حُسْنِهِ مـعنىً فـأتحِفْني بـذاكَ iiوشَـرّف
يـا أخْـتَ سعْدٍ مِن حَبيبي جئتِني بِـرِسـالةٍ أدّيـتِـها iiبِـتَـلَطّف
فـسَمِعْتُ ما لم تسمَعِي ونَظَرْتُ iiما لـم تـنظُري وعَـرَفْتُ ما لم تعرِفي
إنْ زارَ يـوماً يـا حشايَ تَقَطَّعِي كَـلَفاً بِـه أو سـارَ يا عينُ iiاذرِفي
مـا للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ أهوَى iiمَعي إن غـابَ عن إنسانِ عيني فهو iiفي

ابن الفارض

زِدْنـي بفَرْطِ الحُبّ فيك iiتَحَيّرا
وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ iiتسعّرا
وإذا سـألُتكَ أن أراكَ iiحـقيقةً
فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن iiتَرى
يـا قلبُ أنتَ وعدَتني في iiحُبّهمْ
صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ iiوتَضجرا
إنَّ الـغرامَ هـوَ الحياةُ فمُتْ iiبِهِ
صَـبّاً فحقّك أن تَموتَ iiوتُعذرا
قُـل لِـلّذِينَ تقدَّموا قَبلي iiومَن
بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ iiاسمعوا
وتـحدّثوا بـصَبابتي بَينَ الوَرى
ولـقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
سِـرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا iiسرى
وأبـاحَ طَـرْفِي نَـظْرْةً iiأمّلْتُها
فَـغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ iiمُنَكَّرا
فَـدُهِشْتُ بـينَ جمالِهِ iiوجَلالِهِ
وغـدا لسانُ الحال عنّي iiمُخْبِرا
فـأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ iiوجْهه
تَـلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه iiمُصَوَّرا
لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ iiصُورةً
ورآهُ كـان مُـهَلِّلاً iiومُـكَبِّرا

معترك الأحداق )

ما بَيـنَ مُعترَكِ الأحْداقِ والـمُهَـجِ

أنـا القتيـل بـلا إثـمٍ ولاحَـرَج

ودَّعتُ قبل الهوى ، روحي لما نَظَـرَتْ

عَينَايَ من حُسنِ ذاك الـمنظر البَهِـجِ

للهِ أجفـانُ عَيـنٍ ، فيـكِ ساهـرة

شـوقاً إليكَ ، وقلبٌ بالغـرام شـجِ

وأضلـع نـحلت كـادت تقومهـا

من الجوى ، كبِدي الحرَّى ، من العوجِ

وأدمـع هـملت ، لولا التنفـس مِن

نار الهوى ، لم أكـد أنجو من اللُجَـجِ

أصبحت فيك ، كما أمست مكتئبـاً

ولم أقـل جـزعاً يا أزمـةُ انفَـرِجي

أهفـو إلى كلّ قلـبٍ ، بالغرامِ لَـهُ

شُغْـلُ ، وكل لِسـانٍ بالهوى لـهج

لا كـانَ وجد ، به الاماق جامـدةُ

ولاغـرام ، به الأشـواق لـم تـهج

عذِّبْ بما شئت ، غير البعد عنك تجـد

أوفي مُـحب ، بِـما يُرْضِيكَ مُبتـهجِ

وخـذْ بقيـة ما أبقيـت من رمـق

لا خير في الحب ، إن أبقى على المهج

فإنْ نأى سائِراً ، يا مهُجَتـي ارتحلِـي

وإن دنا زائـراً ، يا مٌقلتـي ابتهـجيِ

قـل للـذيِ لامنـي ، وعنفنـــي

دعني وشأني ، وعُد عن نصحك السمج