أحيانا تشاهد أما تحنو على طفلها وتضمه إلى صدرها بكل حنان وحب ، وهى تلاعب وجهه ورأسه وتتفحص بعينها وقلبها ملامح وجهه ، فتتعجب على هذا الحب الفياض من الأم لرضيعها ، وتظن أنه لايوجد حب أكثر من هذا .....
ولكن يوجد حب أكثر من هذا بل أشد ......
وقد تشاهد هذا في الحيوانات بأن تدافع الأم عن وليدها ضد أي خطر وقد تموت وهى تدافع عنه ولا تبالي بالموت المهم أن تحافظ على صغيرها ، فتظن انه لايوجد حب أكثر من هذا .........
ولكن يوجد حب أكثر من هذا بل أشد .....
وأقرأ على مر التاريخ قصص وحكايات العشاق ، فقيس لم يذكره الناس إلا بمجنون ليلى لشدة حبه لها ، وكلكم تعرفون كيف مات مجنون ليلى حسرة على ليلاه ، والتاريخ مليء بمثل هذه القصص والتضحيات ، بل والواقع الذي نعيشه نرى فيه الكثير من تلك القصص فنظن أيضا أنه لايوجد حب أكثر من هذا ......
ولكن يوجد حب أكثر من هذا بل أشد .......
أما الحب الذي أقصده والذي لايوجد حب يعلوه ، هو حب الصحابة الكرام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنها عاطفة تثير الدهشة ، وحب يجعلك تقف كثيرا وأنت تتأمله .... نعم لقد فكرت طويلا في هذا الحب فلم أجد له مسمى سوى أن أقول أنه من نوع خاص ...
عندما هاجر الصديق أبو بكر رضي الله عنه وكلكم تعرفون قصة الهجرة ، فالصديق ضحى أولا بوطنه وأولاده وماله ومكانته بين قومه ، وزد على ذلك انه عند الغار فى الهجرة يدخل الغار وينظفه ويمزق ثيابه ليسد الحفر خوفا على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويلدغه الثعبان ويبكى ويتألم والسم يسرى في جسده ، ولا يريد أن يرفع صوته بالبكاء حتى لا يقطع نوم النبي الذي ينام على رجله ..... فأي حب هذا ؟
وهو نفسه الصديق أبو بكر في الهجرة أيضا كان يسير مرة أمام النبي ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره ، فلما سأله النبي عن ذلك فأخبر النبي انه يخاف عليه من أن يلحقه أذى ...... فأي حب هذا ؟
وسيدنا ثوبان ذات مرة رآه النبي مصفر الوجه فسأله عن سبب مرضه وضعف جسده فقال ثوبان كلمات حفرها في سجل التاريخ بماء الحب وليس ماء الذهب كما نقول نحن ..... قال للنبي صلى الله عليه وسلم إذا انقضت الدنيا ودخلنا الجنة فنحن سنكون في جنة اقل من جنتك يارسول الله ... وان الذي يحزنني وسبب مرضى هو فراقك ولو في الجنة .......... فأي حب هذا
قال احد المحبين وهو يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بانفاسى
ولا تنفست مكروبا ومكتئبا إلا وأنت صهيلي بين انفاسى
ولا جلست إلى قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسى
ولا شربت شراب الماء من ظمأ إلا رأت خيالا منك في الكاسي
..................................................فأي حب هذا ؟
سيدنا طلحة ابن عبيد الله في غزوة احد والحرب تدور والسيوف تبرق فوق الرؤوس والرقاب تتطاير ، وطلحة ابن عبيد الله يقف أمام النبي فكلما جاء سهم يقصد النبي تلقاه طلحة بيده ، وإذا جاءت ضربة سيف تلقاها بيده ، حتى شلت يداه الاثنين من ضرب السيوف والرماح ، ووقع على الأرض ليقي النبي بصدره .... فأي حب هذا ؟
ميمية الحب من نور ومن حكم مدادها من معاني نون والقلم
سالت قريحة صب فى محبتكم شوقا تدفق مثل الهاطل العمم
كدمع عيني إذا ماعشت ذكركموا او خفق قلب بنار الشوق مضطرم
في أشجع الناس قلبا غير منتقم واصدق الخلق طرا غير متهم
أبهى من البدر في ليل التمام وقل اسخي من البحر بل ارسي من العلم
أصفى من الشمس فى نطق وموعظة أمضى من السيف في حكم وفى حكم
أغر تشرق من عينيه ملحمة من الضياء لتجلو الظلم والظلم
بنور هديك كحلنا محاجرنا لما كتبنا حروفا صغتها بدم
من نحن قبلك إلا نقطة غرقت في اليم أو دمعة خرساء في القدم
أكاد اقتلع الآهات من حرقي إذا ذكرتك او ارتاع من ندم
لما مدحتك خلت النجم يحملني وخاطري بالسنا كالجيش محتدم
أهديتنا منبر الدنيا وغار حرا وليلة القدر والإسراء للقمم
والحوض والكوثر الرقراق جئت به أنت المزمل في ثوب الهدى فقم
سرب الشياطين لما جئتنا انحرقت ونار فارس تخبو منك في ندم
قحطان عدنان حازوا منك عزتهم بك التشرف بالتاريخ لا بهم
وكل الصحابة الكرام أحبو رسول الله حبا يفوق الوصف ويعجز الإنسان عن تقييمه أو وضع مسمى له ..... انه الحب الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا فى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث انس رضي الله عنه " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالمتأمل فى ذلك الحب يجد انه من نوع خاص ... ولا يستطيع أن يقول أي حب هذا .... فهل نتعلم من هؤلاء الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ... ونترسم خطاهم ونسير على نهجهم فى محبته صلى الله عليه وسلم ... باليتنا نتعلم ذلك ...... صلى العظيم عليك يارسول الله
ابو حبيبه الانصاري المراقب العام
50
27/07/2009
موضوع: رد: أى حب هذا الثلاثاء 15 ديسمبر - 16:36
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بارك الله فيك اخي ابو هاشم وجعلها في ميزان حسناتك بالفعل انها ظاهرة غريبه ونادره بين البشر وعلي مدار الازمان لم يذكر التاريخ حبا كهذا , اللهم املء قلوبنا بحبك وحب نبيك الكريم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الجمعة 5 فبراير - 15:43 من طرف 
موضوع: أى حب هذا 
