معصية الله في الخلوات
ان الله خلق الخلق كل الخلق لغاية واحدة وهي افراده سبحانه بالعبادة وهو المستحق لها لذلك قضى أن لا نعبد الا اياه وجعل الناس أحرارا بضوابط الشرع وهذه قمة الحرية أما معصية الله فلا شك أنه جرم عظيم وأخطر أنواع المعاصي أن تعصي الله في الخلوة فقد روى البيهقي وبن ماجه بسند صحيح من حديث ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فينسفها ربي نسفا فقال رجل صفهم لنل يا رسول الله نخشى أن نكون منهم قال هم منكم يصلون كما تصلون ويصومون كما تصومون ويأخذون من الليل كما تأخدون غير أنهم قوم اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها
اذا أغلق على نفسه الباب وأرخى الستائر بارز الله بالمعاصي
اذا ما قال لي ربي امستحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لما يعاتبني ويقصيني
ألم ترى أن الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أذنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أين ما كانوا الله يراك الله مطلع عليك فاتقي الله
فعلى المسلم أن يستحي من ربه ويتقيه فقد سئل حاتم الاصم بما حققت التوكل على الله قال بأربعة أشياء
علمت أن رزقي لا يأخده غيري فاطمأن قلبي
وعلمت بأن عملي لا يتقنه غيري فاشتغلت به
وعلمت بأن الموت ينتضرني فأعددت الزاد للقاء الله
وعلمت بأن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية