وإليكم جزء من مقدمة الكتاب حتى تأخذو لمحه من محتوى هذا الكتاب
اا
الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من
الكتاب والسنةابن قيم الجوزيةالمسألة الأولى وهي هل تعرف الأموات زيارة الأحياء
وسلامهم أم لا قال
ابن عبد البر ثبت عن النبي أنه قال : ما
من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه
حتى يرد عليه السلام فهذا نص في أنه بعينه ويرد عليه السلام وفي الصحيحين
عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ثم جاء حتى وقف عليهم
وناداهم بأسمائهم يا فلان ابن فلان ويا فلان ابن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا
فإني وجدت ما وعدني ربى حقا فقال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا
فقال والذي بعثنى بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون جوابا
وثبت عنه صلى الله وآله وسلم أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا
انصرفوا عنه وقد شرع النبي لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم
سلام من يخاطبونه فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل
ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على
هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به قال
أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبى الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى
بزيارة الأحياء حدثنا محمد بن عون حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان
عن زيد بن أسلم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت قال رسول الله ما من رجل يزور
قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم حدثنا محمد بن قدامة
الجوهرى حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم عن أبى
هريرة رضى الله تعالى عنه قال إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه
السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام حدثنا محمد
بن الحسين حدثنى يحيى بن بسطام الأصغر حدثنى مسمع حدثنى رجل من آل عاصم الجحدرى
قال رأيت عاصما الجحدرى في منامى بعد موته بسنتين فقلت أليس
قدمت قال بلى قلت فأين أنت قال أنا والله في روضة من
رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله
المزنى فنتلقى أخباركم قال قلت أجسادكم أم أرواحكم قال هيهات بليت الاجسام وإنما
تتلاقى الارواح قال قلت فهل تعلمون بزيارتنا إياكم قال نعم نعلم بها عشية الجمعة
كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس قال قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها قال لفضل يوم
الجمعة وعظمته وحدثنا محمد بن الحسين حدثنى بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب
قال كنت أغدو مع محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتى الجبان فنقف على القبور
فنسلم عليهم وندعو لهم ثم ننصرف فقلت ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين
وبقى دور تحميل هذا الكتاب القيم
الملفات المرفقة