[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 'الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد.. ثم يهدأ ليبني
الأمجاد'.. تلك واحدة من تجليات الشيخ محمد متولي الشعراوي التي تؤكد قدرة
الإمام الراحل على استشراف الأمور، وتفسير المسائل الدينية بما لا ينقطع مع
واقع الأمة، وهي وغيرها من تجليات العلامة الراحل تؤكد أنه وبعلمه سيظل
يعيش بيننا معلما ومرشدا لكل الأجيال.
فعظمة الشيخ الجليل الذي يحتفل العالم الإسلامي خلال الشهر الحالي
بمئوية ميلاده واحد من أشهر من فسروا القرآن الكريم بشكل سهل ومبسط يعرف
طريقه إلى قلب المتلقين دون عناء، وجاء تركيز إمام الدعاة على النقاط
الإيمانية في تفسيره ليقربه من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع
المستويات والثقافات.
فالشيخ الشعراوي من مواليد 5 ابريل 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر
بمحافظة الدقهلية، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، و في عام
1922 التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في
حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية
الأزهرية سنة 1923، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى
بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية
الأدباء بالزقازيق.
والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية
والحركة الأزهرية، وتخرج عام 1940 ، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس
عام 1943، وبعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد
ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة
خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل
أستاذاً للشريعة في جامعة أم القرى.
وفي عام 1963 حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود.
وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى
السعودية، وعين في القاهرة مديراً لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن
مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيساً لبعثة الأزهر
هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في
الجزائر حدثت نكسة يونيو 1967.
وفي نوفمبر 1976 اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر.
فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978.
وترك الشعراوي الذي وافته المنية في 17 يونيو 1998، للمكتبة الإسلامية
عدة مؤلفات منها، الإسراء والمعراج، و أسرار بسم الله الرحمن الرحيم ،
والإسلام والفكر المعاصر، والإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج، و الشورى
والتشريع في الإسلام، و الصلاة وأركان الإسلام ، والطريق إلى الله،
والفتاوى، لبيك اللهم لبيك ، و100 سؤال وجواب في الفقه الإسلامي ، المرأة
كما أرادها الله، و معجزة القرآن، و من فيض القرآن، ونظرات في القرآن ،
وعلى مائدة الفكر الإسلامي، و القضاء والقدر، وهذا هو الإسلام، و المنتخب
في تفسير القرآن الكريم.