من كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميرى
قرات لكم هذه الفائده الجميله
روى الامام محمد بن ربيع الجزيزى فى ( مسند من دخل مصر من الصحابه رضى الله تعالى عنهم )عن عقبه أبن عامر رضى الله تعالى عنه أنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أخدمه فاذا انا برجال من أهل الكتاب معهم مصاحف أو كتب فقالو أستاذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنصرفت اليه فأخبرته بمكانهم فقال صلى الله عليه وسلم مالى ولهم يسألونى عما لا أدرى انما أنا عبد لا علم لى ألا ماعلمنى ربى عز وجل ) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( ابغنى وضوأ فتوضأ ثم قام الى مسجد فى بيته فركع ركعتين فلم ينصرف حتى عرفت السرور فى وجهه والبشر ثم قال صلى الله عليه وسلم ( أذهب فادخلهم ومن وجدت من أصحابى بالباب فادخله معهم ) قال فأدخلتهم فلما رفعوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( أن شئتم أخبرتكم عما أردتم أن تسالونى قبل ان تتكلموا وان شئتم تكلموا به وأخبركم ) فقالو بل اخبرنا قبل أن نتكلم قال صلى الله عليه وسلم ( جئتم تسالونى عن ذى القرنين فساخبركم عما تجدونه مكتوبا عندكم
أن أول أمره أنه غلام من الروم فأعطى ملكا فسار حتى بلغ ساحل ارض مصر أبتنى عنده مدينه يقال لها الأسكندريه فلما فرغ من بنائها أتاه ملكا فعرج به حتى أستقله فرفعه ثم قال له أنظر ماذا ترى تحتك قال أرى مدينتى وأرى مدائن معها ثم عرج به وقال أنظر ماذا تحتك فقال قد أختلطت مدينتى مع المدائن فلا أعرفها ثم زاد فقال أرى مدينتى وحدها ولا أرى معها غيرها فقال له الملك أنما تلك الأرض كلها والذى ترى محيطا بها هو البحر فانما أراد ربك عز وجل أن يريك الأرض فقد جعل لك سلطانا فسوف يعلم الجاهل ويثبت العالم فسار حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شئ فبنى السد ثم جاء يأجوج ومأجوج ثم قطعهم ووجد قوما وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج ثم قطعهم فوجد قوما قصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب ثم مضى ووجد أمه من الغرانيق يقاتلون القوم القصار ثم مضى ووجد أمه من الحيات تلتقم الحيه منها الصخره العظيمه ثم افضى الى البحر المحيط بالأرض فقالو نشهد ان أمره كان هكذا كما ذكرت وأنا نجده هكذا فى كتبنا وروى ان ذو القرنين لما بنى السد وأحكمه أنطلق يسير حتى وقع على أمه صالحه يهدون بالحق وبه يعدلون مقسطه مقتصده يقسمون بالسويه ويحكمون بالعدل ويتراحمون حالهم واحده وكلمتهم واحده وأخلاقهم مستقيمه وطريقتهم مستويه وقبورهم بأبواب بيوتهم وليس لبيوتهم أغلاق وليس عليهم أمراء ولا بينهم قضاه ولا بينهم أغنياء ولا فقراء ولا أشراف ولا ملوك لا يختلفون ولا يتفاضلون ولا يتنازعون ولا يتسابون ولا يقتتلون ولا يضحكون ولا يحزنون ولا تصيبهم الآفات التى تصيب الناس وهم أطول الناس أعمارا وليس فيهم مسكين ولا فقير ولا فظ غليظ فلما رأى ذلك ذو القرنين عجب من أمرهم وقال خبرونى أيها القوم خبركم فانى قد احصيت الدنيا كلها برها وبحرها شرقها وغربها ولم ارى احدا مثلكم فخبرونى خبركم فقالو نعم فسل عما تريد فقال خبرونى مابال قبوركم على أبواب بيوتكم فقالو عمدا فع لنا ذلك لألا ننسى الموت ولا ألا يخرج ذكره من قلوبنا قال فما بال بيوتكم ليس عليها أغلاق ؟ فقالو ليس فينا متهم وليس منا الا أمين قال فما بالكم ليس عليكم أمراء ؟ قالو لا حاجة لنا لذلك قال فمابالكم ليس عليكم حكام ؟قالو لأننا لا نختصم قال فمابالكم ليس فيكم أغنياء ؟ فقالو لأننا لانتكاثر بالأموال قال فما بالكم ليس فيكم ملوك ؟قالو لأنا لا نرغب فى ملك الدنيا قال قالو لأنا لانتفاخر قال فمابالكم لا تتنازعون ولا تختلفون ؟ قالو من صلاح ذات بيننا قال فمابالكم لا تقتتلون قالو من أجل أنا سوسنا انفسنا بالحلم قال فما بال كلمتكم واحده وطريقتكم مستقيمه ؟ قالو من قبل أنا لا نتكاذب ولا نتخادع ولا يغتاب بعضنا بعضا قال فاخبرونى من أى شئ تشابهت قلوبكم واعتدلت سرائركم ؟قالو صحت نيتنا فنزع بذلك الغل من صدورنا والحسد من قلوبنا قال فما بالكم ليس فيكم مسكين ولا فقيرقالو أنا من قبل انا نقتسم بالسويه قال فما بالكم ليس فيكم فظ غليظ ؟ قالو من قبل الذل والتواضع لربنا قال فلأى شئ انتم اطول الناس اعمارا ؟ قالو من قب انا نتعاطى بالحق ونحكم بالعدل قال فلأى شئ لاتضحكون ؟ قالو لئلا نغفل عن الأستغفار قال فما بالكم لاتحزنون ؟ قالو من أجل وطنا أنفسنا للبلاء منذ كنا أطفالا فأحببناه وحرصنا عليه قال فلأى شئ لا تصيبكم الآفات كما تصيب الناس ؟ قالو لأنا لا نتوكل على غير الله تعالى ولا نعمل بالأنواء والنجوم قال حدثونى هكذا وجدتم آبائكم ؟قالو نعم وجدنا آبائنا يرحمون مساكينهم ويواسون فقرائهم ويعفون عمن ظلمهم ويحسنون الى من أساء اليهم ويحلمون على من جهل عليهم ويصلون أرحامهم ويئدون أمانتهم ويحفظون وقت صلواتهم ويوفون بعهودهم ويصدقون فى مواعيدهم فأصلح الله بذلك أمرهم وحفظهم ما دامو أحياء وكان حقا عليه أن يخلفهم بذلك فى عقبهم وقالو ذو القرنين لو كنت مقيما عند أحد لأقمت عندكم ولكن لم أومر بالأقامه
وذو القرنين أختلف العلماء فى نسبه و أسمه ونبوته