كابتن هانى مشرف سابقا
42
26/12/2008
| موضوع: نعمة النسيان السبت 9 مايو - 6:52 | |
| نعمة النسيان والتناسي
تمر الأيام و الشهور و السنين ..
محملة بالأحداث .. أحداث سعيدة .. أو تعيسة ..
و مهما كانت الأحداث فالحياة تستمر لأجل غير مسمى ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل منا يتعرض للبلاء .. تتكاثر الهموم أحيانا ..
نصل الى قمة الحزن .. نغوص في أعماق النفس..
يسيطر علينا شعور .. بأن مصابنا لا يخطر على بال
و لا يمر به أحد غيرنا ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يضيع الحزن بعد فترة و تأتي فترات سعادة ..
فعندما نتذكر و قتها حزننا الماضي .. يعد ذكرى ..
نعلم أنه كان بلاء أو ابتلاء .. و لكن الشعور قد تجمد ..
يمكن أن نهتز قليلا أو نتذكر ما ألِم بنا سابقا فنحزن ..و لكن ..
تكون لحظات نعبر خلالها و تمر ...و تستمر الحياة ..
أليست هذه نعمة من الله؟
ألا و هى نعمة النسيان ..
نعمة .. لولاها لبقينا في زمرة الأحزان ...
و انطوينا داخل بحر من الهموم نغوص فيه
فلا نكاد نرتفع على سطحه حتى تلطمنا أمواجه ...
و نظل نصارع أمواج الحزن حتى نتعب .. نكِل .. و يصبينا الإعياء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحمد لله أن أنعم علينا بالنسيان ..
لولا نعمة النسيان لظل البال مرهق..
و ظل الفكر في عناء ..
النسيان بمثابة عزاء لنا ..كثيرا يكون النسيان هو الحل الوحيد
و لو أخذ من الوقت أو الجهد ..!
ننسى حتى لا نرهق أنفسنا أكثر و لا نرهق من حولنا ..
و خاصة ان لم يتواجد حلا بديلا
يكون لحظتها النسيان الحل الأمثل ..
و ليس الحل اليسير أو السريع ..
لكن بعد مرور الوقت ..
نقول..
لولا أننى نسيت .. لما كنت لحظة تهنيت
يرتاح الفكر و تسكن العبرات في غيمة النسيان ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أنسى ..و الكل ينسى .. أحيانا نتناسى ..
التناسي مطلوب اذا رجى منه راحة القلب و البال
و اذا كان التناسي هو الملجأ الآمن بعيدا عن أشياء تكدرنا
و ليس بيدنا شىء نفعله الا التناسي ..
لكن التناسي مذموم عندما ينبع من التكاسل عن أمر هام
و السلبية و البعد بدلا من المواجهة ..
ونعمة النسيان رحمة من الله تعالى
كثير منا محمل بأطنان من الهموم....
تقل تدريجبا و ننسى أشياء و تأتى مكانها أشياء أخرى ..
فما بالنا لو لم نكن ننسى ...!
لظل الإنسان يعبأ بالهموم الى أن يصل لنهايته ..
أو يعيش بلا حياة ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن مِن النسيان ما يكون نعمة ،
ومِن النسيان ما يكون نقمة ،
وشتان بين الاثنين في الفعل والتطبيق .
وعادتنا كبشر نبدأ البداية مع النقمة
فإن جاءت النعمة حمدنا الله وشكرنا له
– مع أن المؤمن لابد أن يشكر ويحمد الله في كل حالاته -
ولكنها النفس البشرية بقوتها وضعفها .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" بئس ما لأحدكم أن يقول نَسيت آية كَيتَ وكَيتَ بل هو نُسِّي .
استذكروا القرآن فَلَهُوَ أشد تَقَصُيا من صدور الرجال من النَعم " .
رواه الشيخان والترمذي
نظرا لوجود تشابه في ألفاظ بعض آيات القرآن الكريم أحيانا
واختلافها أحيانا أخرى فإن حفظ القرآن قابل للنسيان إن لم يستذكر ،
لذلك يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم باستذكار القرآن حفاظا
عليه من النسيان . وهنا إشارة إلى كراهة نسبة النسيان إلى النفس
نظرا لأن هناك معنا آخر للنسيان وهو تعمد إغفال العمل بأحكام الآيات
وهذا والعياذ بالله من سيء الأعمال . قال الله تعالى :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } (3) .
وفي هذا الحديث دليل على أن النسيان أمر محتمل للإنسان وليس بنقص
ولكن على الإنسان الجد والحرص على عدم النسيان بالاستذكار .
قال الله تعالى : { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى .........} .
وفي الحديث إشارة إلى مراقبة اللسان من التكلم حتى بكلام يقصد
غيره إن كان اللفظ الذي يستخدم يشير إلى أمر فيه إثم أو معصية .
فهنا رغم أن النسيان أمر متوقع للإنسان ،
إلا أن النهي عن نسبة هذا النسيان للنفس
على أنه أمر قد قام به الإنسان اختيارا وتعمدا ،
خشية أن يكون مشمولا بمن تعمد النسيان الذي يشير الله
في الآية السابقة . ويشبه ذلك قوله تعالى :
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا }
. وذلك لأن اليهود استخدموا لفظة راعنا فنهى الله عن استخدام
ذلك اللفظ من قبل المسلمين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
النسيان الذي يكون هروبا هو : ضعف ،
كثيرا ما نتناسى مِن الحياة أمورا كثيرة ، وقد تكون في غالبها هامة ،
ونذهب ونتعمد الهروب بعيدا عن الشيء بحجة النسيان .
هنا لن نحل الأمر الذي نهرب منه ، بل على العكس نزيده سوء .
بين النسيان والتناسي شعرة
كالتي بين العبقرية والجنون .
الفرق يكون في الاعتقاد ، وتسكين الضمير ، وترطيب النفس
حتى تقبل الفعل المُراد التخلص منه بحجة النسيان وبفعل الأمر " انس "
النسيان النعمة هو الذي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياه ،
وجعله طريقا لتخفيف الألم ، وتضميد الجراح .
لكن ماذا لو كان النسيان ليس بتناسي وغير مقصود ؟
ماذا لو كان النسيان يفقدنا ما نريد تحقيقه ؟
كيف نقلل من النسيان وجبروته الذي لا يرحم ؟ .
لاشك أن أهم أمر يعين على ذلك هو تقوى الله سبحانه وتعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحياتي للجميــع
| |
|